Wednesday, 21 March 2018

تغير الرؤى النقدية للمشهد الثاني والأخير بالفصل الخامس لمسرحية النساء يحذرن النساء لتوماس ميدليتون


هناك خلاف تاريخي نقدي حول المشهد الثاني بالفصل الخامس المسمى بمشهد القناعية من المسرحية فهناك قدح غير عادي له من جانب سوينبيرن, فقد وصفه بأنه مشهد مناف للعقل لا يجوز تبريره بأي درجة منطقية أو عدالة الشعرية ,أما جي دي جمب يرى انه محرقة تافهة ,اما ديفيد فروست يرى انه اعتباطي هزلي التراتب كنهاية مفككة اما شونبن يراه بسيطا وان الفصل الخامس هكذا فاشل ,ومعه انهارت المسرحية *..... هناك تحول نوعي عدئذ في القرن العشرين فنجد هبرد يخلص المسرحية من مثل هذه الرؤية النقدية المحقرة لها, فهو يذكر شيئاً جديراً بالإهتمام فيقول:ان المسرحية نوع من هجين غير شرعي متوالد من تضارب الف بين مسرحية مأساة المنتقم ومسرحية انذار للمرأة الجميلة .فالمسرحية تمزج بين عناصر وحشية هزلية عنيفة والمأساة المحلية, التي نصبح أمام القارئ المعاصر مسرحية ليست ضعيفة, بل مسرحية قوية علامة على رغبة تجريبية لدى ميدليتون, أما شند يصف المشهد بأحد أجرأ النهايات في التراجيديا اليعقوبية ....بوضوح في مختلف الرؤى النقدية للمشهد احساس بالإنفصال عن الأساليب الدرامية ,فمع بداية المشهد تحول غير موضح مما يسمى الأسلوبية الإبسنية  في الفصول الأربعة الأولى الى نهاية من خليط عجيب يتحدى التسمية ,أما الناقد بروك فهو يرى على نحو مقنع ,"أن هناك تدرج السلم الإجتماعي للشخصيات ,يقابله ايضاً تدرج درامي به عدة أمزجة فنية ...من الكوميديا الى ارتفاع في النبرة الكوميديا الى المهزلة التراجيدية ,فهي مسرحية داخل مسرحية بصورة غير احترافية عن عمد ,وهي خشنة وغير واقعية, ونوع أدبي غير قادر أن يحتوي العاطفة والحب بداخلها
لكن مشهد القناعية عادة ما يكون له مدافعون .الذي حتمياً ما يسمونه الخط الأخلاقي النقدي,ومن أبرز هؤلاء المدافعين هو ارفين ريبنر في مناقشته الصلبة التي يذكر فيها:ان هذا المشهد الأخير ذو الجريمة الهائلة يكون ضروري ومناسب ..فتفسيره لا يتأتى من سنن منطقية معقولة لكن بترميز درامي لأنهيار حتمي للمجتمع من خلال اختيار خاطئ للقيم المنأصلة في غاية الطبيعة الإنسانية ,كرست نفسها لإنهيارها …...........أما بتشيلور يذهب إلى ما هو أبعد فهو يسمي (كل موتة أنها رمز لحالة أخلاقية رسمت بعناية تتناسب مع جزاء يُرى من منظور قويم مسيحي الثنائية ),لكن القليلين يوافقون ان هذا المنظور يكون متناسقاً أو حتى قويم ..ان العديد من المدافعين الجدد عن القناعية يبينون الإتصال بينها وبين المسرحية كاملة وخاصة بالمنطق الذي يقود لعقاب الموت لكل شخصية ..أما هلهان فله مناقشة أبعد هو أن نهاية المسرحية تأكيد لممارسة متجاورة لماهو غير واقعي و ماهو شاذ مع ماهو واقعي وماهو عادي .
...فالمسرحيون اليعاقبة في كثير من الأحيان يعرضون لدرجة عالية من الوعي الذاتي بالحس المسرحي النهائي,وبفكرة المسرحية داخل مسرحية كالتي في النساء يحذرن النساء ,التي تبدو بقوة لجمهورهم المعاصر غيرمألوفة
ان مخطط ميدليتون في القناعية يذهب الى ماوراء التناقض المعتاد وإلى ماوراء التوازي بين ماهو في باطن المسرحية وماهو خارج المسرحية ديناميكياً ,بالرغم من أن هذه الروابط تكون مادية وهامة .لكن ميدليتون أيضاً يخلق نموذجاً درامياً بديلاً (رعوي-أسطوري مجازي)الذي مازلت النساء فيه لابد أن تحذر..فالفجوة بين ماهو معروض وماهو واقعي يكون كبيراً ,على نحو مقصود في هذا النموذج الآخر, لكنه مصور ومكتمل ,فالتدمير الذاتي للمرأة ليس بأقل اكتمالاً من باقي العناصر في المسرحية.
ان سنن المهارة المسرحيبة عامة لمسرحية النساء يحذرن النساء تكون استثنائية في عدة نقاط...ان المسرحية بها أربع أدوار نسائية كبيرة وهذه نقطة من النقاط على سبيل المثال....فلعله من غير المفاجئ ان ذلك الموضوع وجود هذا الكم من النقاط الكبيرة مقارنة بمعظم ما كتب من دراما في هذا العصر .ان المسرحية كاملة على نحو سخي عامرة بأدوار كبيرة أو صغيرة وتتطلب فريقاً أكبر مما هو موجود في أي مسرحية أخرى ..ان ميدليتون يقوم أيضاً بإستعمال رائع بحيل الكلام الجانبي والكتلة المعزولة ,ففي جملة شند اشارة لطريقة تمثيل انعزالية فهو يقول:ان الشخصيات التراجيدية بالمسرحية تتحدث بإنعزالية دائما دون تغيير ,حتى في تلك الدقائق التي بها مودة كبيرة ,فالتأثير الذي نراه هو:انهم يقفون منقسمين من واحد إلى آخر بل منقسمين مع أنفسهم ...وفي النهاية معزولين عن الجمهور
*هؤلاء النقاد السالف ذكرهم هم تقريبا نقاد القرن التاسع عشر أو الثامن عشر
المقال منقول بتصرف من وليم سي كارول محرر النص النساء يحذرن النساء طبعة النيومرميد
أسامة سليمان

#



أخبار من العالم الجديد مكتشفة في القمر

أخبار من العالم الجديد مكتشفة في القمر هي قناعية من العصر اليعقوبي كتبها بن جونسون , ولقد كان عرضها الأول أمام الملك جيمس الأول في 7 ...