Sunday, 29 October 2017

سوابق فولستاف

ان ما سبق حول فولستاف أدبياً ومسرحياً متعدد ومخصص كمرجع للتاريخ,المعاصر. فـبالإضافة لرذيلة وثرثرة شخصية الجندي , فشخصية فولستاف ربما تكـون مدينة للقصـص التي تصور حياة الصعاليك والمتشردين في رواية لازريللو دي تورميس 1533التي ترجمت الى اللغة الإنجليزية في عام 1586وتخدم كنموذج لقصص مغامرات جاك والـتون ناش في روايته الرحالة سـيء الحظ 1594 .ان ترحال البطل في روايات الصعـاليك اقل ملائمة هنا من السلسلة المتوالية للأدوار التي تصور الدخيل والإنتهازي – المتسول وخادم المعسكر او اللاعب المتنقل والغشاش في لعب الورق والمتكلف وما شابه فكل ما يدعو للسخرية موظف بصـورة مشوقة حية . فبطل روايات الصعاليك مستمد من شخصية الطفيلي والعبد النبيه مقدم توا لجمهور شيكسبير من مسرحيات بلاوتوس وتيرنيس ,لكن في سياق اجتماعي تهكمي اليزابيثي.
فوصاية فولستاف لهال القاصر مستقاة من الدروس الاسطورية للبطل الاغريقي في كهف القنطور الكائن الخرافي ..وبالرغم من ان شيكسبير مدين دون ان يعي الى بقايا مقطرة من شخصية مرافق الفارس التي تعود إلى رومانسيات العصور الوسطى,ربما تكون جلية في شخصية القنطور المرفه ذي الشهوة غير المروضة والفج غير الإجتماعي من سلالة مزدوجة في الأسطورة فالبطل يظهر كمعلم للشخص الذي لا يبدو انه سيتعلم مطلقا لكنه ينقل فهمه غير المحدود عن خيال بشري وفهمه لهشاشة الشخصية الإنسانية ان كتاب الرموزالأدبي مليء بالرسوم التو
ضيحية التي تربط القمر بتغير الجذر والمد للحظوظ والغباء وانعدام العزم, وحتى الهرطقة وهي صور وثيقة الصلة بفولستاف وتوابع القمر (1-2-25),والأمر على عكس ذلك مع الأمير هال الذي يدور فلكه مع الشمس.فهناك تضاد رمزي بين مهابة الأسد والأرنب (2-4-262-421) فالمرح يمنح فولسـتاف شعور بهالة من الخلاعة والجبن والإكتئاب وهي تقاليد مرتبطة بالأرنب.ان التكوين الرمزي للغضب في الأدب يبرز التضاد بين هوتسبير وفولستاف حيث المحاكاة الساخرة الأخيرة لهوتسبير خلال ايمائة رمزية عندما يفرط في مشاعره ,مبديا لدى جاديس هيل الغضب وعارضاً فن استخدام السيف متمنياً المرض لكل الجبناء ومبالغاً في انجازاته الحربية رافضاً اي توضيح عن دوافعه التي لا تقاوم .أما فولستاف يجسد كل الآثام المميتة حتى الغضب لكن في صورة متهكمة بها بعض مما هو مبتكر في المحاكاة الساخرة لدى فولستاف التي ورثها وأخذها شيكسبير من الممثليين الإليزابيثيين العاملين على خـشبة المسرح , وخاصة من المؤدين لأدوار المهرجين مثل ريتشارد تارلتون وويلي كيمب فلقد كان تارلتون مشهوراً تحديداً بإرتجاله القوي وقدرته على التفكه في اصعب المواقف.فلاشك في ان الممثليين لادوارالمهرجين أمدوا شكسبير بخليط مبني على خبرة بمعرفة تكوينات عديدة لأنماط من شخصيات مسرحية مثل - صاحب الرذيلة والطفيلي والثرثار وهلم جر التي نواجهها في حياتنا ,فالنمر المسرحية التي كان تارلتون يقدمها لفتت انتباه شيكسبير لأن هذا الممثل به ولع بالسخرية الجادة لإصـلاح الرياء , فلقد عرف بوصفه الساخر من أغاني مزمور البيورتنيين (والكاثوليكية ايضا)فالدور بصورة ساخرة كان يعزز بمجونه وشغفه بالمال , واشتراكه في حانة محددة, ربما تارلتون ضاعف جهده التمثيلي في دوري ديرك وأولدكاسيل بمسرحية ((الانتصارات الشهيرة لهنري الخامس))من المؤكد أن التلميحات التوراتية في مسرحية هنري الرابع الجزء الأول ,اختيرت لكي تزود شخصية فولستاف بنوع من التناقض الكوميدي بين لحمه المنتفخ وحديث التقوى الساخر بحيث ادمجهما تارلتون في اسلوبه التمثيلي .ففولستاف يحث هال بألا يزعجه بالتفاهات الدنيوية (الفصل الاول المشهد الثاني السطر77) وحديث ثناء الحكمة ( بحكم :(1:20)"الحكمة تستصرخ الناس في الطريق ,ولكن احدا لايأبه لها( 2:81-3) في الرد يستشهد هال اما فولستاف فيتحدث عن تعديل مجرى حياته (في قوله:افضل بقليل من النذالة)لكنه ايضا مستعد ان يدافع عن حياة اللصوصية كونها مهنته في قوله:(ليس اثما من يعمل في مهنته.)وصدى ذلك يذكر في اصحاح كورنثة ومن ثمة يرد هال بسخرية في اشارة للقداس الانجيلي ومصدره في انجيل متى ولوقا(اني ارى تحسن حياتي فيك)فهو يتطاول على الكتاب المقدس ...كي يبرر ممارسته للسبع اثام المميتة
...ويتهكم من عقيدة التبرير اللوثرية المصيرية المنبثقة من الإيمان وحدة فقيامه بتوديع هال في كلمات منتقاة عن روح الإقناع بإمكانها أن تحرك السامع الى حالة من الإيمان فقد كان يتمنى أن يكون ناسج أغاني المزمور متهما الكذابين ب(أبناء الظلام)مقارناً أيام نذالته بحالة من البراءة عندما سقط أدم فهو يزدهي بحجمه كدليل واضح انه يكون شديد التأثر بنقد غيره له سريعاً بسبب هشاشة لحمه بصورة أكبر من أي شخص آخر .
تفضيل فولستاف يكون للقصص التوراتية خاصة قصة داود ولعازر وعلاقتها بنار الجحيم والابن المسرف.فمثل الشاب أو الإسراف نفسه ومثل الحدث الذي يجب أن يعيش فولستاف أيضاَ يكون رفيق هال ,فمن أساليب الشغب أن يكون الأمير مثل الولد المسرف يجب أن يبحث عن خلاص لنفسه فالوقت يضيع دون هذه الطريقة.ان التلميحات التوراتية تشير إلى أن ثراء الأدوار التي فولستاف يلعبها لصالح هال بالنسبة لفولستاف تجعله ملقبا ب(أبي الأكاذيب)أو(أستاذ الندم)حيث الشغب والندم ,العبث والتظاهر بالتقوى ,الاعتدال والاحتيال البريء.ان كليهما غير قابل للأصلاح ,فالحث على الندم الذي يلعب أدواره فولستاف على هال دراما داخلية يطلقها رجل عجوز وفي النهاية تتراجع الى الوراء عندما يتقدم الشاب وينجح فيما يفعل 
ان مفهوم التوراة عند فولستاف لعله يتخذ فقط شكلا واحدا هو وظيفته الأساسية كرب السوء..فالمحاكاة الساخرة للقص التوراتي والطقوس الدينية كانت شكلاً ضرورياً لأيام الاحتفال حيث الموظفين الصغار في الكنيسة من المفترض انه كان لهم السلطة لفترة كالأسقف الصغير أو كانوا ينشرون الضوضاء في الجوقة.أما في أيام اللهو بالعطلات كان رب السوء يترأس مناسبات مشابهة للسماح بممارسات غير محتشمة وساتوريانية,فترخيص لهو مثل هذا النوع كان ضرورياَ في تأسيس نظام هرمي اجتماعي.
ان فولستاف يصبح رب السوء عندما يترأس الحانة وعربدتها في الفصل الثاني المشهد الرابع وحينما يلعب دور الملك الذي يسخر من التاج ويسخر من كرسي الحكم .ان مسرحية هنري الرابع الجزء الأول تكون ممتعة في العطلات ذات العلاقة بالعمل في مهنة واحدة تكشف عمق الإنجذاب إلى حفلات المهرجين وغير ذلك مثل أوقات الراحة في كل يوم حياتي .ان فولستاف في حالة تطابق بحيث يعطى دوراً لايختلف عن المهرج الذي يعمل في قصور عصر النهضة أو مثل المهرج الحكيم في عمل مدح الحماقة في نص ايرزمس الأدبي وقد تم توظيف لتسلية الأمير بجنون انقلب الى حكمة وأن نسأل أسئلة غير موقرة التي كثير من المستشاريين الدنيويين غير مسموح لهم 
ديفيد بافينغتون
من سلسلة مسرحيات شيكسبير أوكسفورد 
منشورات جامعة أوكسفورد
ترجمة أسامة سليمان
الصورة لهربرت، بيربوهم، في دور فولستاف

No comments:

Post a Comment

أخبار من العالم الجديد مكتشفة في القمر

أخبار من العالم الجديد مكتشفة في القمر هي قناعية من العصر اليعقوبي كتبها بن جونسون , ولقد كان عرضها الأول أمام الملك جيمس الأول في 7 ...