مصادر وأصول مسرحية كل إنسان وطبعة بقلم بن جونسون
نقلاً عن روبرت ن.واتسون محرر المسرحية في منشورات النيومرميد للمسرحيات الإنجليزية
كل انسان وطبعة في الأساس بلا مصادر ,باستثناء مشاهد الشارع المتطابقة مع لندن العصر الاليزبيثي,التي يكررها جونسون بخصوصية مشرقة حيث تذكرنا بأعمال الرسامين الهولنديين التي قدمت في نفس هذه الفترة.من المقترض أن جونسون أستوحى المزاج العام لدراما الأمزجة من مسرحية يوم الامزجة الطروب بقلم جورج تشابمان1597-مستمداً فقط الفكرة من لامركزية الحبكة حيث الرجل الماهر الذي يملك المبررات لخداع بعض من الأرستقراطيين الأغبياء.هناك الكثير الذي يربط مسرحية كل انسان وطبعه بالمزاج الكلاسيكي فيما هو معروف بالكوميديا الجديدة,ففيها نجد الخادم المرواغ يساعد الشاب الصغير,المشكوك فيه بسبب تصرفاته التي تتسم بالتبذير,وذلك لكي يتزوج ممن يريدها على خلاف مشيئة أبيه.اذن الكوميديا الجديدة من المؤكد انها تمد جونسون بهيكل الحبكة ,التي يكسوها بطراز مميز والخصائص الرقيقة للمجتمع الذي كان يعيش فيه.
ان جوهر جونسون,على نحو مميز,ليس في تقديمه قصة حب ولا في مسرحية مفعمة بشخصيات حية لديها كل شيء يؤهلها للفعل .ان المتفاخر الجبان بوبوديل ربما أستمد من الشخصية الكلاسيكية -الجندي المغرور,ربما أستمد من شخصية فولستاف التي رسمها وليم شيكسبير أما شخصية كيتلي الغيور ربما أستمدها من شخصية بانتلون من أيطاليا عصر النهضة أي الكوميديا الديلارتي.وكلا الشخصيتين تلوح في الآلاف من الأشكال الموجودة في الأنواع الكوميدية المكتوبة سلفاً,على أي حال,ان الصور التي ينقلها جونسون عنهما,مرجعها ومصدرها هو نفسه لاشريك له فيها.
ان مسرحية كل إنسان وطبعه,منعدمة الجذور ومع ذلك,غنية بالفروع.فاسلوب كتابة كوميديا الأدبية المسماة بكوميديا المدينة تنبع مباشرة من هذه المسرحية وفي مسرحيات جونسون المتأخرة,ان جونسون ابتدع كلاً من الشكل والمادة لمعظم كوميديات عصر الاحياء(عودة الملكية)التي كتبت بعده,حيث نجد في هذه الكوميديات عالم من الحمقى والأزواج الغيورين , مثل شخصية الكسول لكنه شاب لطيف صغير,الذي يسعى لأسر النساء الجذابات,فهذه المسرحيات مليئة بخفة الدم ومآثر عديدة لمظاهر المجتمع المتكلفة.ان الإحساس الأوسع للتناقضية الجونسنية يتم عن طريق التركيز تحديداً على لندن في العصر اليعقوبي حيث جعلها حبكة طاردة وأصلاً لأبعاد الميتا مسرح الساخرة للعبثية المحدثة والمسرحيين الوجوديين أمثال هارولد بنتر وصمويل بكيت وجون بول سارتر وبيرانديللو.ان النكات ربما لاحت للوهلة الأولى انها عن شخصيات غبية,وبعدئذ عن هؤلاء الذين يطيعون أو يستحسنون الدراما التقليدية,لكن في النهاية نجدها كلها عنا نحن الذين لا نعي المساوة الكلية للقصة حيث نلعب نحن دور البطولة,ان جونسون يخلق رؤية فلسفية وثورة فنية تحت زي ملاحظاته للواقع المحلي لبلده.فالتناقض الظاهري يكون زائفاً:فجونسون مثل فرويد الحقيقة توجد في السخرية,ولا شيطان يوجد في التفاصيل.
الصورة لشخصية بوبوديل واستيفين حول استجلاء أمر السيف الطليطلي الاسباني من مسرحية كل انسان وطبعة بقلم بن جونسون
No comments:
Post a Comment