ما ذا تعني هذه الكلمة الشرف ؟
ما ذا تعني هذه الكلمة الشرف ؟
ان سؤال فولستاف في مسرحية هنري الرابع الجزء الأول يكون مصيريا,فاللغة المتكررة عن الشرف تبدو للبعض مصدر بناء المسرحية.ان اجابة فولستاف تشكيكية في عمقها فهو يقول(ما الشرف ؛إلا كلمة,وما الكلمة الا هواء) ..فالشرف خداع ان لم يكن وهماً ....ويعاود التحدث عن الشرف قائلا(من يملكه هل هو هذا الذي مات الأربعاء فمامن أحاسيس لدى من مات وبالنسبة للأحياء لايمكن الدفاع عنه )ويقول أيضاً فولستاف: انه لامكان للشرف أمام (حطة الشأن)ـ
فليس هناك ثمة مفاجأة ففلوستاف لن يعرض نفسه للخطر ,من أجل شيء أو مفهوم غير واقعي عن الشرف .فمجلل بالفضيحة سوف يتظاهر بالموت ليهرب من لقاء دوجلاس رافضاً البطولة التافهة لأن(رجل الشرف ينبغي له دائماً تفضيل الموت قبل عار أن يجد ملاذا)فالشرف الذي يقود الرجال للمخاطرة بحياتهم أو اكتساب حق لمن يقومون به بشكل مقنع فولستاف يعلن (أنه لايملك شيئا منه )فهو يعرف أن(أفضل جانب في الشجاعة هو الحصافة) لكن الشرف ربما يشترى بسعر رخيص فيروق له في الواقع.فتشكيكه لا يمنعه من أخذ موضع قدم في موت هوتسبير ,وبالتالي يقول:(يأمل أن يكون أما أيرلاً أو دوقا) .فبينما يكون متأكداً أن الشرف شيء غير جدير أن يموت من أجله لكنه بصورة ليست قليلة لايشك أن الشرف يكون شيئاً سوف يساعده لكي يعيش .
لكن الشرف الذي يستدعيه فولستاف في ميدان المعركة بالطبع عرفي أكثر منه اقدام على الفعل ,أي أنه التزام خارجي بالمكافأة أكثر منه مبدأ داخلي سلوكي .انه يقر بالأفعال غير الشريفة ومن ثم يطعن هوتسبير الميت في فخذه وبعدئذ يكذب ويدعي انجازا تماشيا مع رغبةهال في التمويه على هذه الكذبة فيكون ما ربحه فولستاف هو الشرف أمام عامة الناس -ان الشرف في مسرحية هنري الرابع الجزء الثاني سوف يقود كولفيل لكي يستسلم لفولستاف عند رؤيته اياه قائلاً:(أعتقد أنك السيد جون فولستاف بوحي هذه الفكرة سوف أستسلم لك؟)فهذا الشرف يكون حقيقة مجرد كلمة حتى لو أنه تُحدث تأثيراً في العالم
على النقيض الحاد من تشكك فولستاف يكون هوتسبير عاطفته مكرسة لـ(جلب الشرف),فبدلا من تفريغ الفارس السمين للإسمانية ,يبدي هوتسبير التزاماً ضرورياً بحيث نرى الشرف كشيء موضوعي دائماً لابد عنده على حد قول هوتسبير أن(يُقتنص من وجه القمر البالي)أو من (قاع عميق)انه يرحب بالفرصة ليجرب ويعرض شجاعته فهو لايخشى (الخطر)طالما أن (الشرف يجتازه)فالأنباء التي تنبئ أنه ما من أبيه ولا جلانداور سوف يشاركان القوات المتمردة في شروزبري فالأمر بالنسبة لدوجلاس(أسوأ بشرى يمكن أن أسمعها)لكن بالنسبة لهوتسبير هذا الغياب سيمده بفرصة مجده فتضاءل الرتب العسكرية سوف يقرضه (البهاء ومزيد من الرأي العظيم)الى ما(يسعون اليه)فبشكل مفهوم سيراه الآخرون كـ(ملك الشرف)و(موضوع لسان الشرف)فلو أن فولستاف فهمه للشرف به أنانية بحيث يبخث من قيمة الشرف فإن هوتسبير ليس بالأقل منه أنانية في رفع الشرف بصورة أعلى من قيمته .فالشرف يصبح هاجساً مبالغا فيه,أعلى من أي اعتبارات أخرى -ولو حتى النجاح.فليس عجيباً أن يغضب من واقعية أبيه وعمه (فتخيل شيء من المآثرة العظيمة يقوده لما وراء حدود الصبر)ففلوستاف وهوتسبير يمكن اعتبارهما كما يرد عند العديد من النقاد كحدين متطرفين في فهم معنى الشرف ,فواحد منهما ضعيف في ادراك مفهوم الشرف والآخر مسرف في تعلقه بالشرف,ان روبرت أشلي يكتب عما يدور في زمن كتابة المسرحية متحدثًا عن أولئك الذين (يكونون ولعين برغباتهم)فيما يتعلق بالشرف (فهم يحتاجون إلى كابح يوقفهم من هذه الملاحقة ويتحدث عن أولئك الذين يحتاجون مهمازا يدفعهم نحو الشرف)بالنسبة لفلوستاف لو أن الشرف يكون مهمازاً في بعض الأحيان (يوخزه للأمام)فهو يعي أن ملاحقة الشرف لعلها(توخزه إلى الخلف)تاركاً نفسه عرضة للهجوم في ميدان المعركة .فلو أنهما(هوتسبير وفولستاف) على طرفي النقيض لكن بوضوح هناك تشابهات بينهما ..فكلاهما لايمكن كبحه وكلاهما منغمس في ذاته ,وكلاهما متشوق إلى المجد الذي يمكن نواله في حومة الوغى ,بالرغم أن هوتسبير فقط هو من يرغب طواعية بالمخاطرة في مطاردته .لكنه أيضاً يخاطر بحياة أولئك الذين يتبعونه في نهمه للمجد ,حيث نجده يقول(فليمت الجميع,يموتوا بفخر)كما أن فولستاف يضحي بحشوده في نهمه,حيث نجده يقول(الطعام من أجل السلطة الطعام من أجل السلطة)ـ
ان هال ازاء هذا الرسم الممنهج يأتي كمثال أرسطي بين الموقفين الحادين المتمثلين في فولستاف وهوتسبير .فحتى بدء أحداث شروزبري(نجد هال يقف بمعزل عن التعقيدات المتعلقة بالشرف ,بين امتثال هوتسبير له وصد فولستاف له)لكن عندما تحين المعركة يكشف هال كاملة عن فهمه التام بكل ما يتعلق بالشرف .فالأمير يتجنب كلاً من السعي لأهمال الشرف الشخصي والجبن في احراز مأثرة بدون كسب سمعة طيبة ,انه يقوم بدوره بشجاعة وسلوك بطولي ,فهو يدحر هوتسبير لكنه يسمح لفولستاف ان يحرز هدفه دون اعتناء لما سيقره العالم .بادئ ذي بدء ان (هال)يتعهد أن يحصل على الشرف من هوتسبير لنفسه ويترك المخازي,وحتى في المعركة يقسم هال بـ(أن ينزع كل براعم المجد المتفتحة على جبين هوتسبير ويجعل منها اكليلا يتوج بها رأسه)ـ لكن في وضع لايوجد فيه تحد لإصرار فولستاف أن الشرف يخصه
في الفترات التي يدرك فيها هال من البداية مفهوم الشرف تتكشف البرجماتية التي يشير إليها سلوكه بادئ ذي بدء.فبينما يعد بأن يقتص لسمعته يعتقد بوجوب (استعادته) بأن يجلل العار أفعال هوتسبير الباهرة .فالشرف كما كتبت لارس انجل يكون(سلعة) كالمال يمكن أن تنتزع ملكيته من شخص ويقتنيه غيره ..فهال يقصد ان يربح من هذا التبادل الذي دخل فيه..فهو سوف ينتزع حسابه من قلب هوتسبير ,ان الوصول إلى الهدف نفسه يكون الجائزة ان هوتسبير يشعر بالحرمان بالتحديد في فترات ينبغي أن نتوقعها فهو يقول(لأهون عندي أن أطيق فراق هذه الألقاب المجيدة التي كسبتها مني )على أي حال بدلاً من أن يشهر هال باغتنامه لهوتسبير فقد غطى بنفسه وجه هوتسبير في سماحة أما(الألقاب الرفيعة)التي كسبها في التو تنازل عنها الى فولستاف الكذوب
في شروزبري يكشف هال كاملة عن اضفاءه صفة ذاتية عن مفهوم الشرف انه لايطلب شهرة أو جائزة .فحتى المعاملة النبيلة تجاه أسر دوجلاس تختلف عن اصرار هوتسبير بالإحتفاظ بسجناءه( ليكونوا مسخرين له)فهال يقول:انه سيعهد الى اخيه جون لانكستر بشرف الذهاب الى دوجلاس واطلاق سراحه ..فكما يقول هال( أني كنت مجافيا لصفات الفروسية ) اننا نجد هال يأتي لكن ليجسد مفهوم الشرف مجبراً بصورة أكبر من هوتسبير الذي يكشف أي هال في النهاية انه ليس أقل اهتماما بـ(شعار النبالة)وليس أقل سطحية وتفاهة من فولستاف
لكن لعل الأمر كله به شيء من التأنق .فالمسرحية لاتفتأ الا تخطئ في وضع فولستاف وهوتسبير في تعارض وتسمح لهال بـ(بتصور لاتاريخي )أن تشير الى بسالته عن جدارة في شروزبري .ففي الحقيقة أن المسرحية تعرض في حومة الوغى أتم ترميز يمكن أن نلحظه ,ففي الفصل الخامس المشهد الرابع يقف هال منتصراً بين الجسدين الملقيين لهوتسبير وفولستاف فوضع هال هو علامة واضحة على نجاحه في التوليف بين الطرفين المتناقضين (هوتسبير وفولستاف) المتمثلين في المشهد,فلدقيقة قصيرة يبقى في ذاكرتنا المنظر كصورة مُرضية.لكن هال بعدئذ يخرج أما فولستاف ينهض محطماً هذا الترميز برفضه الذي لايمكن كبحه لأن يكون خاضعاً,لأي مبدأ يلتزم به ,أثناء نهوضه وطعنه لهوتسبير ,فهو يحطم أي تأكيد على الجدلية -وحكم التاريخ-فهو يصر
أنه أعلى من انتصار هال ,ان هال يرحل وكما لاحظ بمهارة سيجرد بيرخردات (ان فولستاف يظل كتلة كمعادلة حسابية لاتتغير 2÷ 2 =1فلو أن هال حاول تأسيس اتساقات بألحاحه على فولستاف أن يحمل هوتسبير على ظهره ويعد بأن يموه على كذب فولستاف فكما يذكر هال(اني سأزين كذب فولستاف بكل طريقة) ,نجد أن الجدلية تكشف عن وظيفة رغبة هال كحقيقة بناء المسرحية .افشيكسبير ربما على صعيد واحد قصد أن يلوح هال بكل وضوح كطريق منتصفي بين طرفين متطرفين وبقدر عمق هذا المنطق نجد أن الحبكة تصر على الا تكون مبسطة
فليس هناك ثمة مفاجأة ففلوستاف لن يعرض نفسه للخطر ,من أجل شيء أو مفهوم غير واقعي عن الشرف .فمجلل بالفضيحة سوف يتظاهر بالموت ليهرب من لقاء دوجلاس رافضاً البطولة التافهة لأن(رجل الشرف ينبغي له دائماً تفضيل الموت قبل عار أن يجد ملاذا)فالشرف الذي يقود الرجال للمخاطرة بحياتهم أو اكتساب حق لمن يقومون به بشكل مقنع فولستاف يعلن (أنه لايملك شيئا منه )فهو يعرف أن(أفضل جانب في الشجاعة هو الحصافة) لكن الشرف ربما يشترى بسعر رخيص فيروق له في الواقع.فتشكيكه لا يمنعه من أخذ موضع قدم في موت هوتسبير ,وبالتالي يقول:(يأمل أن يكون أما أيرلاً أو دوقا) .فبينما يكون متأكداً أن الشرف شيء غير جدير أن يموت من أجله لكنه بصورة ليست قليلة لايشك أن الشرف يكون شيئاً سوف يساعده لكي يعيش .
لكن الشرف الذي يستدعيه فولستاف في ميدان المعركة بالطبع عرفي أكثر منه اقدام على الفعل ,أي أنه التزام خارجي بالمكافأة أكثر منه مبدأ داخلي سلوكي .انه يقر بالأفعال غير الشريفة ومن ثم يطعن هوتسبير الميت في فخذه وبعدئذ يكذب ويدعي انجازا تماشيا مع رغبةهال في التمويه على هذه الكذبة فيكون ما ربحه فولستاف هو الشرف أمام عامة الناس -ان الشرف في مسرحية هنري الرابع الجزء الثاني سوف يقود كولفيل لكي يستسلم لفولستاف عند رؤيته اياه قائلاً:(أعتقد أنك السيد جون فولستاف بوحي هذه الفكرة سوف أستسلم لك؟)فهذا الشرف يكون حقيقة مجرد كلمة حتى لو أنه تُحدث تأثيراً في العالم
على النقيض الحاد من تشكك فولستاف يكون هوتسبير عاطفته مكرسة لـ(جلب الشرف),فبدلا من تفريغ الفارس السمين للإسمانية ,يبدي هوتسبير التزاماً ضرورياً بحيث نرى الشرف كشيء موضوعي دائماً لابد عنده على حد قول هوتسبير أن(يُقتنص من وجه القمر البالي)أو من (قاع عميق)انه يرحب بالفرصة ليجرب ويعرض شجاعته فهو لايخشى (الخطر)طالما أن (الشرف يجتازه)فالأنباء التي تنبئ أنه ما من أبيه ولا جلانداور سوف يشاركان القوات المتمردة في شروزبري فالأمر بالنسبة لدوجلاس(أسوأ بشرى يمكن أن أسمعها)لكن بالنسبة لهوتسبير هذا الغياب سيمده بفرصة مجده فتضاءل الرتب العسكرية سوف يقرضه (البهاء ومزيد من الرأي العظيم)الى ما(يسعون اليه)فبشكل مفهوم سيراه الآخرون كـ(ملك الشرف)و(موضوع لسان الشرف)فلو أن فولستاف فهمه للشرف به أنانية بحيث يبخث من قيمة الشرف فإن هوتسبير ليس بالأقل منه أنانية في رفع الشرف بصورة أعلى من قيمته .فالشرف يصبح هاجساً مبالغا فيه,أعلى من أي اعتبارات أخرى -ولو حتى النجاح.فليس عجيباً أن يغضب من واقعية أبيه وعمه (فتخيل شيء من المآثرة العظيمة يقوده لما وراء حدود الصبر)ففلوستاف وهوتسبير يمكن اعتبارهما كما يرد عند العديد من النقاد كحدين متطرفين في فهم معنى الشرف ,فواحد منهما ضعيف في ادراك مفهوم الشرف والآخر مسرف في تعلقه بالشرف,ان روبرت أشلي يكتب عما يدور في زمن كتابة المسرحية متحدثًا عن أولئك الذين (يكونون ولعين برغباتهم)فيما يتعلق بالشرف (فهم يحتاجون إلى كابح يوقفهم من هذه الملاحقة ويتحدث عن أولئك الذين يحتاجون مهمازا يدفعهم نحو الشرف)بالنسبة لفلوستاف لو أن الشرف يكون مهمازاً في بعض الأحيان (يوخزه للأمام)فهو يعي أن ملاحقة الشرف لعلها(توخزه إلى الخلف)تاركاً نفسه عرضة للهجوم في ميدان المعركة .فلو أنهما(هوتسبير وفولستاف) على طرفي النقيض لكن بوضوح هناك تشابهات بينهما ..فكلاهما لايمكن كبحه وكلاهما منغمس في ذاته ,وكلاهما متشوق إلى المجد الذي يمكن نواله في حومة الوغى ,بالرغم أن هوتسبير فقط هو من يرغب طواعية بالمخاطرة في مطاردته .لكنه أيضاً يخاطر بحياة أولئك الذين يتبعونه في نهمه للمجد ,حيث نجده يقول(فليمت الجميع,يموتوا بفخر)كما أن فولستاف يضحي بحشوده في نهمه,حيث نجده يقول(الطعام من أجل السلطة الطعام من أجل السلطة)ـ
ان هال ازاء هذا الرسم الممنهج يأتي كمثال أرسطي بين الموقفين الحادين المتمثلين في فولستاف وهوتسبير .فحتى بدء أحداث شروزبري(نجد هال يقف بمعزل عن التعقيدات المتعلقة بالشرف ,بين امتثال هوتسبير له وصد فولستاف له)لكن عندما تحين المعركة يكشف هال كاملة عن فهمه التام بكل ما يتعلق بالشرف .فالأمير يتجنب كلاً من السعي لأهمال الشرف الشخصي والجبن في احراز مأثرة بدون كسب سمعة طيبة ,انه يقوم بدوره بشجاعة وسلوك بطولي ,فهو يدحر هوتسبير لكنه يسمح لفولستاف ان يحرز هدفه دون اعتناء لما سيقره العالم .بادئ ذي بدء ان (هال)يتعهد أن يحصل على الشرف من هوتسبير لنفسه ويترك المخازي,وحتى في المعركة يقسم هال بـ(أن ينزع كل براعم المجد المتفتحة على جبين هوتسبير ويجعل منها اكليلا يتوج بها رأسه)ـ لكن في وضع لايوجد فيه تحد لإصرار فولستاف أن الشرف يخصه
في الفترات التي يدرك فيها هال من البداية مفهوم الشرف تتكشف البرجماتية التي يشير إليها سلوكه بادئ ذي بدء.فبينما يعد بأن يقتص لسمعته يعتقد بوجوب (استعادته) بأن يجلل العار أفعال هوتسبير الباهرة .فالشرف كما كتبت لارس انجل يكون(سلعة) كالمال يمكن أن تنتزع ملكيته من شخص ويقتنيه غيره ..فهال يقصد ان يربح من هذا التبادل الذي دخل فيه..فهو سوف ينتزع حسابه من قلب هوتسبير ,ان الوصول إلى الهدف نفسه يكون الجائزة ان هوتسبير يشعر بالحرمان بالتحديد في فترات ينبغي أن نتوقعها فهو يقول(لأهون عندي أن أطيق فراق هذه الألقاب المجيدة التي كسبتها مني )على أي حال بدلاً من أن يشهر هال باغتنامه لهوتسبير فقد غطى بنفسه وجه هوتسبير في سماحة أما(الألقاب الرفيعة)التي كسبها في التو تنازل عنها الى فولستاف الكذوب
في شروزبري يكشف هال كاملة عن اضفاءه صفة ذاتية عن مفهوم الشرف انه لايطلب شهرة أو جائزة .فحتى المعاملة النبيلة تجاه أسر دوجلاس تختلف عن اصرار هوتسبير بالإحتفاظ بسجناءه( ليكونوا مسخرين له)فهال يقول:انه سيعهد الى اخيه جون لانكستر بشرف الذهاب الى دوجلاس واطلاق سراحه ..فكما يقول هال( أني كنت مجافيا لصفات الفروسية ) اننا نجد هال يأتي لكن ليجسد مفهوم الشرف مجبراً بصورة أكبر من هوتسبير الذي يكشف أي هال في النهاية انه ليس أقل اهتماما بـ(شعار النبالة)وليس أقل سطحية وتفاهة من فولستاف
لكن لعل الأمر كله به شيء من التأنق .فالمسرحية لاتفتأ الا تخطئ في وضع فولستاف وهوتسبير في تعارض وتسمح لهال بـ(بتصور لاتاريخي )أن تشير الى بسالته عن جدارة في شروزبري .ففي الحقيقة أن المسرحية تعرض في حومة الوغى أتم ترميز يمكن أن نلحظه ,ففي الفصل الخامس المشهد الرابع يقف هال منتصراً بين الجسدين الملقيين لهوتسبير وفولستاف فوضع هال هو علامة واضحة على نجاحه في التوليف بين الطرفين المتناقضين (هوتسبير وفولستاف) المتمثلين في المشهد,فلدقيقة قصيرة يبقى في ذاكرتنا المنظر كصورة مُرضية.لكن هال بعدئذ يخرج أما فولستاف ينهض محطماً هذا الترميز برفضه الذي لايمكن كبحه لأن يكون خاضعاً,لأي مبدأ يلتزم به ,أثناء نهوضه وطعنه لهوتسبير ,فهو يحطم أي تأكيد على الجدلية -وحكم التاريخ-فهو يصر
أنه أعلى من انتصار هال ,ان هال يرحل وكما لاحظ بمهارة سيجرد بيرخردات (ان فولستاف يظل كتلة كمعادلة حسابية لاتتغير 2÷ 2 =1فلو أن هال حاول تأسيس اتساقات بألحاحه على فولستاف أن يحمل هوتسبير على ظهره ويعد بأن يموه على كذب فولستاف فكما يذكر هال(اني سأزين كذب فولستاف بكل طريقة) ,نجد أن الجدلية تكشف عن وظيفة رغبة هال كحقيقة بناء المسرحية .افشيكسبير ربما على صعيد واحد قصد أن يلوح هال بكل وضوح كطريق منتصفي بين طرفين متطرفين وبقدر عمق هذا المنطق نجد أن الحبكة تصر على الا تكون مبسطة
ديفيد سكوت كستان
محرر طبعة هنري الرابع الجزء الأول طبعة اردن شيكسبير
ترجمة أسامة سليمان
محرر طبعة هنري الرابع الجزء الأول طبعة اردن شيكسبير
ترجمة أسامة سليمان
No comments:
Post a Comment