ان
تراجيديا تيبريوس مجهولة المؤلف 1607تتضمن
موضوعاً يعالج فكرة صعود الشرير الطموح
,مستخدماً
الأعمال الوحشية وفي النهاية يتم الأنتقام
منه ,فهذا
الأسلوب ذو الصبغة الشعبية ,و
النموذج المألوف يحتوي على شرير متواطئ
في طغيان غير آمن ونذالة متنامية تستحثانه
على قتل كل المطالبين بالعرش .فالمتواطئ
المتظاهر بأنه اداة الطاغية,يكون
بالفعل السيد,وبمجرد
أن يكون الطريق ممهداً لخططه ,يسود
طغيانه ويؤمن العرش لنفسه .فمثل
هذا الطاغية يعود إلى الخشبة الإليزابيثية
,على
الأقل كالتي لدى تراجيديا قمبيز لمؤلفها
بريستون,
التي
تصبح شكلاً أساسياً مثل نظائرها في المسرحيات
المبكرة ,كمسرحية
سليم ,فقد
تم ادخال أسلوب كيد في مسرحية الفونسو
امبراطور المانيا المؤلفة عام1597.فهذه
المسرحية الأخيرة يبدو أنها مبنية في
رؤيتها الرئيسية على مسرحية هاملت المبكرة
حيث بها الملك المغتصب ,فالأداة
المنتقمة هي:ليوناردس
فالمتواطئ سيجانوس في تراجيديا تيبريوس له صلة ما بشخصية الإسكندر في مسرحية الفونسو لكن,جذوره بدلاً من أن تكون من شخصية سيجانوس بطل مسرحية جونسون المعنونة بنفس الاسم 1603فلقد أصبح على نحو سريع ذا صبغة إيطالية,كشخصية ميندوزا في مسرحية مارستون الناقم ,فمثل الأشرار المبكرين كشخصية هارون (في مسرحية تيتوس أندرونيكوس لشيكسبير)أتقن رسمه الفني بفخر واضح ,لكن دون الاقتراب تماماً من شخصية سيجانوس في تراجيديا تيبريوس وبالتحديد في نطاق الحبكات الشريرة.فالجريمة البسيطة غير المختبرة ,التي تكون مخططاً لها في كهف غير آمن ليست كافية,فلابد له ان يناور سيجانوس في تراجيديا تيبريوس ضحاياه,ببراعة عقلية فيدمر الجميع الجميع .ولابد لتيبريوس أن يقتل ولده ,فمن أجل أهداف سيجانوس السرية يقوم باللعب على عواطف تيبريوس كما لوكان يلعب على الة موسيقية
ان
الحيل الطموحة لهذا المتواطئ الشرير تحمل
ثقل الحبكة .فقط
حيلة واحدة تكون مبتعثة من أنتقام شخصي
:فسيجانوس
يحمل الحقد من أجل جرح غير متبادل مع دروسس
ولد تيبريوس .وهذا
الحقد لا ينسى في متاهة الحيل الموجهة
ضد الأشخاص الآخرين المؤهلين للعرش
انه
يؤمن جزء من أنتقامه بجعل دروسس ديوثاً
وبعدئذ ينسج خططه حتى يدمره.فهذه
البنية المتروية التخطيط تكون في
أغلب المسرحية ,
وتقدم
أسلوباً جديداً لتراجيديا الأنتقام :أي
جريمة قتل الضحية على يد عزيز عليها,
يكون
معمياً يعتقد أن الضحية هي عدوه..فهكذا
يحتد غضب تيبريوس على إثر تقارير كاذبة يلفقها
سيجانوس تقول ان دروسس كان يريد تسميم
والده تيبريوس,
ولذا
يُجبر البريء دروسس على شرب خمر مسموم
,زعم
سيجانوس أن دروسس أعده لتيبريوس
أما
السمة المميزة لمسرحيات هذه الفترة,هي
أن المؤلف يثير انتباه الجمهور بحبكات
مشاركة متعددة بنجاح قد نفذها سيجانوس,الذي
يتعثر على نحو مؤسي ويشهد سقوطه الدرامي
السريع
ان
الجريء والماهر سيجانوس الذي يخدع تيبريوس
,حيث
يدفعه لأن يقتل ولده ,ويلعب
بالمسمومة جوليا يكون بصورة واسعة شخصاً
مختلفاً عن الرث الوغد الذي يكون حيله
الهزيلة في الختام ,معروفة
بوضوح شديد من جانب أولاد جيرمانيكوس
,فهذه
الحلقة الأخيرة ,جميعها
مع النهاية المتعجلة مع المناظر المروعة
عندما تتحول كل شخصية الى الموت ,حيث
تشير بوضوح إلى التفكك المخيم على الشخصيات
,بإصرار تكون مدعمة بفعل قوي
فالفوضي
في عقل المؤلف تكون لا مكان ظاهر لها الا في معالجته للقوة المعارضة,حيث
أنتقام كاليجولا دموي,
لموت
أبيه جيرمانيكوس,فهو
يتحسس طريقه في وسط غير مألوف ,فالمؤلف
حاول استبقاء الشكل الشعبي للأنتقام
الدموي في التراجيديا القديمة ,بواسطة البطل
الذي ,على
أي حال من المعتاد أن يستخدم كمقاوم بديلاً
للحبكة الكبيرة .فالنتيجة
في أيد متزعزعة تكون مفككة تماماً,فلو
أن الأنتقام المتروي يحتفظ بكثير من
متعة الجمهور وتعاطفه فلابد من تصادمه
بالغرض المتعارف عليه للمسرحية,الذي يصف
النذالة .بالتالي
فالهيكل المبني المعالج يمنح كاليجولا
توليد صور ساخرة من فن الأنتقام لدى كيد,مع
هذا الشخص المتأصل فيه الضعف الدرامي,ومامن
شيء به من الفضائل .فكاليجولا بلا مبرر الذي يدعي الجنون لا يستحق شيئاً الا
الإزدراء,بينما
افراطة في السرية والتبجيل الموجهين
لشخصه يجبران عليه بالضرورة المطلقة
,تأجيل
الأسباب الداخلية للحبكة
ان لمسة الضعف هذه تكون متصلة على نحو مباشر ,في كل استدارة للحبكة .ان تقسيم المتعة الدرامية بين شريرين رئيسيين ومنتقم دموي الذي كان شخصية صغيرة ,جعل المؤلف لايمكنه الإمساك بما يريد .ان الحوادث المعتادة المتعددة, المأخوذة من تراجيديا الأنتقام المبكرة ,تكون مُقدمة في مثل هذا السلوك التقليدي وكأنها فقدت بالكامل مكانها الديناميكي في الحبكة والشخصيات المُخلقة .ان الشريرين يكونان مهمين جداً فهما يشوشان على مخطط الحبكة,التي بالتالي تفشل في ايجاد حل واضح وخط مستمر للفعل الدرامي والتصادم ,فجزء من هذا الإنعدام يكون بلا شك المتسبب فيه الإيمان الواضح من المؤلف بأن المشاهد المفزعة والدموية تكون في ذاتها كافية لتوليد نجاح التراجيديا ..فمسرحية تيبريوس هكذا تقف عند مفترق الطرق بين تراجيديا كيد والتراجيديا الجديدة للشرير..انها صنعت محاولة بائسة لدمج الشكلين لكن العناصر الأقدم في الحبكة تكون مجدباً ,أما العناصر الأجدد تكون منصهرة في كل متماسك
فريدرسون بورز
من كتابه تراجيديا الأنتقام الأليزابيثية
ترجمة أسامة سليمان
تراجيديا تيبيريوس مجهولة المؤلف قُدمت في عام1607أي في عصر الدراما اليعقوبية وكلمة الدراما الأليزابيثية قديما كانت تطلق عامة على مسرح عصر النهضة (اليزابيثية-يعقوبية-كارولينية)وهذا واضح من عنوان الكتاب :تراجيديا الأنتقام الأليزابيثية
No comments:
Post a Comment