Sunday, 19 November 2017


ميندوزا والنذالة المكيافلية
من مقدمة المحرر ديفيد كاي على مسرحية الساخط (طبعة النيومرميد)لمؤلفها جون مارستون 
تعتبر شخصية الـتـفـرنتو الخصم الرئيس , والدنيوي الذي يـواتـيه الحـظ وبالطبع ميندوزا هو من يحركه الطموح , وذلك مايدفع بحبـكة مارستون فالهدف الاستيلاء , ودمج السلطة من خلال الإغراء ,والجريمة والزواج ذو الدوافع السياسية فهو يذكرنا بصورة او بأخرى بشخصية بيرو دوق فينيسيا في مسرحية انتقام انطونيو لكن سلفه معقدفالموضوع ليس دراسةواقعية بصورة كبيرة ,في الأداب التسيوتيانيه للممارسات الحكومية ,في ايطاليا كصورة ساخرة (سياسية) للنذالة فميندوزا هو خلطة مركبة من مسرح مـيكيـافـيـللي الاليزابيثي , والطغيان في مسرح سينيكا التراجي فكلاهما نوعان فرعيان من الدراما المحببة بين ثمانينيات القرن السادس عشر وتسعينيات نفس القرن المسماة دراما البطل النذل التي حيكت حبكتها بمهارة دقيقة حول المتسلق الباحث عن مصلحته الشخصية وفي نفس الوقت مجرد من الضمير ,الكادح لزناد ذكائه . عادة مـا يشار اليه كأجنبي غريب شاذ فعند مسرحة ميكيافيللي يستعان بخفة الدم الملتوية لخداع الضحايا بصورة متسلسلة واسعة النطاق,وقتل اولئك الذين يقفون في طريق جموحه وايضا شركائه معه عادة عن طريق السم .معميا بزهوه,لكنه يتقهقر للوراء بتقديمه من خلال حبكة تهكمية,فيترك الجمهور فرحا بسقوطه الذي يقدم بصورة اقل تراجيدية من ان تكون كوميديا سوداء , ان النموذج الاصلي من مسرحيات البطل النذل يهودي مالطة حيث يقدم برباس نفسه للجمهور من خلال ميكيافيللي نفسه .فلقد اوحى عمل مارلو بحشد من الكتابات المسرحية المقلدة لأسلوبه , فمسرحية الساخط مدينة الى حد ما مباشرة للكثيرمن هذه الكتابات لاسيما مسرحية شهوة دومينيون حيث البربري اليعازر يخون الملكة الأم الإسبانية ويتماثل ذلك مع خيانة ميندوزا لأوريليا,وفي مسرحية الفانسوا امبراطور المانيا حيث الفانسوا يقوم بتسميم لورنزو دي سيبيريس , ويـتماثل ذلك مع محاولة ميندوزا استبعاد ماليفولي . تمشيا مع تصوير ميندوزا كنذل كوميدي يصنع مارستون حيلة ساخرة بجعل ماليفولي يتوقع خيانة ميندوزا ويتظاهر امامه بأنه قد سمم بالفعل.ان النشاط الساحر لمسرح ميكيافيللي الاليزبيثي استمرار لتقاليد المسرح الإنجليزي فيما يتعلق بالخداع الماكر الذي استهل في المسرحيات الاخلاقية التي تتحدث عن الذنوب ,لكن كان هناك نزعة لإبراز النذالــة من خلال مبدأ تمجيد الغش او ربطه بقوة بالطغيان في مسرح سينيكا فلو ان الميكيافلية والرواقية , تواجها كقوتين متـضـادتين في الدراما فالسبب انهما بالمثل متناقضتان في تراجيديات سينيكا حيث الحكام الطغاة الفرحون بسلطاتهم على معادة مع ضحايهم ذوي العزيمة الفولاذية التي يزدريها القدر .في مسرحية الساخط يهجر مارستون الزخرف الظاهري للتراجيديا السينيكية , المتمثلة في الأشباح , المنذرة بشر , والمفرطة في البلاغة اللفظية وفي اهدار الدماء على المسرح وهذا ما فعله في مسرحية انتقام انطونيو لكنه يستبقي رؤية سينيكا التكثيفية الجامعة المانعة مشيرا في طبعات الكورتو الاصلية بواسطة الحروف المائلة في الطباعة او بالفاصلة المقلوبة لتلك الطرق بإشارة بارزة , ومن المثير بالاهتمام ان الكثير من الاقوال المأثورة لميكيافيللي تتردد على لسان ميندوزا على سبيل المثال – ان الاذى الذي يقوم به الرجال الناجحون يسمى فضيلة—والذي لايملك القدرة على التحمل رغما عنه لن يستطيع ان يحكم ( من الفصل الخامس المشهد الرابع البيت 75و79 ) ليست لميكيافيللي بل اخذت من سينيكا ودائما ما يقولها ميندوزا بصورة مباشرة ,وهذا مايقومبه ايضا ماليفولي عند عرضه لادلة نذالتــه ( من الفصل الثاني المشهد الاول البيت24والفصل الخامس االمشهد الرابع البيت14)من زاوية أخر التفرونتو كما نرى يصد ويهاجم هذه الاقوال المأثورة بـجـمل مـن ادبسينيكا تدور حول قدوم الحظ السعيد وتغير نتائج الحظوظ للأفضل

.

No comments:

Post a Comment

أخبار من العالم الجديد مكتشفة في القمر

أخبار من العالم الجديد مكتشفة في القمر هي قناعية من العصر اليعقوبي كتبها بن جونسون , ولقد كان عرضها الأول أمام الملك جيمس الأول في 7 ...