من تواريخ الخشبة المسرحية(1)مسرحيةكل واحد وطبعه تأليف بن جونسون من طبعة نيوميرمد بقلم روبرت ن وتسون
كانت بداية تمثيل مسرحية كل واحد وطبعه على مسرح كايرتين في عام 1598مبشرة بالخير فوليم شيكسبير دون اسمه ضمن الممثليين الذين قاموا بتمثيلها فربما انه قام بلعب دور نويل وهي اول شخصية تتحدث في النص واول شخصية تظهر في قائمة شخصيات النص لكن من المغر ان نفترض انه بدلا من ذلك لعب دور شخصية كيتلي التي كانت تسمى في معالجة جونسون الاولى توريللو فالاخيرة لها أصدأ في مسرحية عطيل لشيكسبير بعد ذلك باعوام قليلة.عموما بالنسبة للنص الذي نحن بصدده شارك ايضا في تمثيله ريتشارد بيرباج الذي كان يلعب ادوار البطولة في مسرحيات شيكسبير(وذلك فيما يخص تراجيدياته- )وولي سيلي وويل كيمب (اللذين يلعبان ادوار البطولة فيما يخص كوميدياته )بالإضافة لجون هيمينجس وهنري كونديل( اللذين تعهدا نشر فوليو اعمال شيكسبير ).
المسرحية بوضوح كانت ناجحة الأداء في اوقات متعددة,وذلك مايذكره غلاف طبعة الكورتو
فلقد تم إحياؤها في القصر عام1605(على يد الفرقة التي كانت تعرف باسم الكينج مين)ثــــم بواسطة نفس الفرقة تم احياؤها من جديد عام1631.بعدئذ مسرحية بن جونسون التي نحن بصددها لاقت اهتماما كبيرا في عهد الإحياء ففرقة كليجرو الشهيرة قدمت كل واحد وطبعه بصورة متكررة على مسرح الدرور لان,ومعاصروها من المشاهدين ذكرو:انها قوبلت بترحيب منقطع النظير.لكن لم تبق كثيرا,وعندما قام جون ريشار باحياء المسرحية في عام1725,قام بتنقيحها فأستبدل سبع شخصيات لبن جونسون بثلاث فقط من عنده.
بعدئذ قام الممثل والمنتج ديفيد جريك بتمثيلها في مسرح الدرور لان عام1751وذلك لسنين عدة ولقد قام بعد ذلك بجولة بها,بعد ان قام بتهذيبها (فشكوته كانت من الاشارة الى المناطق المحلية القديمة التي كانت تزعج المحررين)عموما فلقد لعب دور كيتلي الذي قام بتوسيعه وكون ان هناك العديد من الصعوبات الجمة في فن جونسون عامة وفي كل واحد وطبعه على وجه الخصوص فلقد قام جريك باعداد النص كي يتنج لمدة ثلاث سنوات.ان ملابس هذاالعصر المستخدمة كانت نادرة في هذاالوقت لكن الحدث كان مشهوراً بالدرجة الكافية,لاجل ان يرسم السير جوسا صورة لجريك وهو في ملابس الدور.ومثلما يكون كيتلي فلقد نشر جريك جواً من المرح لكن تحت هذا القناع صدأ الغيرة كان يرى من كل زاوية ..فاختلاط المشاعر القلبية كانت تلاحظ بقوة في نظراته وفي نغمة صوته .قام بعد ذلك هنري وودورد بتقديم بوبديل حتى اصبح هذا الدور شيئاً اساسياً في حياته المهنية فلقد قام بتأديته اكثر من مئة مرة في عام 1794لقى مدحا كبيراً لتقديمه بوديل متبختراً شرساً.نتج عن ذلك ان المسرحية كانت تعرض في كل عام منذ1751حتى 1776بمعدل ست مرات في كل موسم,بعدئذ قام ادموند كين بأختيار دور كيتلي وقتما عاد عرض المسرحية من جديد على مسرح الدرور لان عام1816ولقد فعل الممثل وليم مكاردي نفس الشيءعلى مسرح كوفنت جاردن عام 1830ووقتما كانت المسرحية تعرض اثارت اهتمام الناقد العلامة وليم هازلت الذي شاهدها بعين الناقد معطياً ملاحظات تفصيلية حولها ,موضحاً كيف كان حضور جونسون على الخشبة مفعماً بالحيوية فقد انبعثت روح في مسرح بن جونسون وذلك بالرغم من شكلها الاليزابيثي القديم والسلوكيات السائدةانذاك: فالمسرحية تمثيلها سيكون افضل بكثير من قراءتها ...
فالسيد ماتي والسيد ستيفين وكوب وزوجته كانوا يعيشون في القرن السادس عشر لكن من ظهورهم الشاذ وسلوكياتهم يشيع جو هزلي ومن ثم يبرز مشهد يروق للعين رؤياه وكأن المسرحية قد تم احياؤها بعد مواتها ...ان شخصية بوباديل بلا شك بطل هذه القطعةالفنية فعاطفته المسرفة كانت محل تعاطف الجمهور.
ان جونسون وفي الواقع كوميديا المدينة بأكملها ظلت محبوبة خلال القرن الثامن عشر ولكن اختفت من على خشبة المسرح بعد الربع الاول من القرن التاسع عشر باستثناء كل واحد وطبعه التي ظلت خالدة الذكر.في عام 1847اعد تشارلز ديكنز انتاجا خاصا لها
وقام بنفسه بلعب دور بوبديل ,تلك الشخصية التي كانت ذات شعبية كبيرة (والتي كانت احدى الوسائل لجلب المال من اجل الاحسان للفقراء)انتقلت الى المسارح العامة ثم في العديد من الجولات الفنية حول المقاطعات المحلية .ان هيرفورد وسيمبسون وصفا بعضا من محاولة ديكنز لمسرحته للشخصيةوخاصة في الجملة التالية:بف اتلك توليدو؟(بالفصل الثالث المشهد الاول السطر 149)وهو يثني السيف حتى يصير منحني ,ثم يميل على كتف رفيقه وهو ينفث دخان التبغ...ويشخلل لعبة بها ارقام حسابية وذلك حسب ماذكر بالفصل الخامس ,واحد من الممثلين الاخرين يذكر الآتي:بالرغم من ان ديكنز لم يكن ممثلا مصقولا بالخبرة كان موهوباً فيما بعد في ايضاح بوبوديل غنيا الصورة المقدمة المصحوبة بالكلام الاجوف للشخصية ومبالغاتها المفرطة وتفخيمها الكوميدي الهيئة
وذلك في المشاهد المبكرة ,ثم يعكس بعدئذ النهاية المأساوية حيث تبدو روح التواضع والخزي,بتأثير بديع.من المؤكد ان ديكنز كان يرى في كوميديا بن جونسون المثل الاعلى له لم قدمه هو في اسلوبه لرسم الشخصيات فبناء ديكنز للشخصيات سيكون لاشيء اذ لم يستند على اسلوب جونسون في رسم الشخصيات فهذان العظيمان كانا قي منتهى الدقة في التدوين التاريخي (بواسطة الادب)للبشر العاديين ككوميديا لندنية هناك ثلاث عروض يجدر بنا ذكرها لهذه المسرحية حيث تم تقديمها باستراتفورد مسقط رأس شيكسبير .فجريدة التايمز تذكر ان ف.ر.بينسون عام 1903قام بأحيائها متأثرا بما ذكره العلامة هازلت الذي اكد ان كل واحد وطبعه مسرحية خلقت كي تمثل فهي نشطة عند تقديمها وتتحرك بحيوية على خشبة المسرح .ان شخصية بوبوديل التي قدمها بينسون بث بها قليل من النشاط وكأنها كانت خليطا غريباً من الجو الاليزابيثي وجو شخصيات المسرح الحديث.في عام1973كان هناك عرض حيوي ,حيث تبع ب.بيانا الممثل جريك في عملية تهذيب الاشارات المحلية القديمة التي تملأ النص فجود كينتون جعل من شخصية كيتلي شيئا مدهشا بالرغم من اقتطاع العديد من الاشارات الكثيرة المتعلقة بالدياثة ,اما دونالد ولفيت تبع وودورد وديكنز في جعل بوبوديل محور الكوميديا,اما نويل حاول ان يكون قريبا من هيئة شيكسبير
في هذا الموضوع تعترف التايمز ان طريقة الاخراج لم تتلاف فقط نقاط الضعف التي بالمسرحية لكنها ابرزت جوانب القوة المخفية بها ,فلقد اخرج بيانا العديد مما هو مستتر فالجوانب الخفية للنص تصل الى النصف ,تجيء بعد ذلك محاولة جون كاريد وهي محاولة
حديثة العهد وناجحة جدا وذلك عام1986 بانتاج لفرقة شيكسبير الملكية حيث تم استغلال نتوء مسرح السوان المتشابه مع مسارح العصر اليعقوبية المفتوحة وحميميتها,مرة أخرى كيتلي والذي قام بدوره هنري جود مان وبوبوديل الذي قام بدوره بيتي بوستليسويت نجحا في اشعار الجمهور بان العرض في منتهى الدفء.
ان الدارسين الجدد لشيكسبير احياناً يتصورو اننا نقيم مسرحياته عن طريق الخطأ بالتركيز على تأثيرها وهي مقروءة بحيث يتصور انه من الصعوبة ادراكها على خشبة المسرح(فما كتبه) طبع كنصوص وفقط (لكن الامر على خلاف ذلك )مع كوميديات بن جونسون فاحساسها الواقعي والمكثف بالمكان يعد ميزة فحين تصفحها تكون مضللة على خشبة المسرح ولاتكون في صالح كاتبها.فمسرحية كل واحد وطبعه تحتاج
ان ننظر اليها وكأنها حياة.فهي عبارة عن وميض بتذبذبات الحياة اماما وخلفا فهي ليست
فقط اشراق وغروب ثم المدينة والضاحية فهي ذات طبيعة برجسونية متأرجحة من خلال:تعلق كيتلي بالبيت وحراسته لزواجه واندفاعه للقيام بمهامه ,فالعبور على خشبة المسرح بالنسبة لبرينورم يمكن اعتراضه لتعدد صور تنكره,فنحن نلحظ محاولة استيفن للاصطياد
وهروب بوبوديل من جديد كهدف يراد اصطياده.علاوة على ذلك فانه فقط على المسرح يقنعنا بن جونسون مبرهنا كيف يمكن للمسرح الحديث بالحياة المتحضرة ان يملك ادوات عصره.
الصورة : للممثلين ودورد وشيتر حيث لعب الاول دور الكابتن بوبوديل ولعب الثاني دور استيفين في مسرحية كل واحد وطبعه عام1752وهي لرسام غير معروف
No comments:
Post a Comment