بن
جونسون وميراثه
بقلم جيمس بول مان
من فصل الدراما الكارولنية
في كتاب دليل كامبريدج الى دراما عصر النهضة الإنجليزي
في
كوميدياته المبكرة عن الأمزجة بدا بن
جونسون كالمدافع عن قضية مسرحية بقوة
,مصراً
على ضرورة العنصر الأخلاقي.فليس
من المفاجئ إذن أن يُقبل مؤلفو الدراما
في العصر الكاروليني على النماذج التي
أمد بها,فما
من كاتب له تأثير ,في
تطور الكوميديا الكارولينية مثل بن جونسون
.ولكن
هناك مفارقة كون أن مسرحيات بن جونسون في
العصر الكاروليني لم تكن شعبية ,أما
كوميدياته اليعقوبية التي مسرحت الغموض
الأخلاقي وتكسر المجتمع شوشت الجمهور
الكاروليني .ان
نظريته عن الأمزجة كشفت الشكوك حول
استطاعت تغيير الطبيعة البشرية,كنتيجة
للخبرة بها.فهجاءه
الذي يصف حماقة المدينة يُقصي التناغم
والتسامح والوحدة الإجتماعية التي جسدت
الكوميديا الأليزابيثية .كان
جونسون منهمكاً بوصف الجشع ورسم صورة
للحياة السفلى في لندن ـ من قواديين
وسماسرة فاحشة وطفيليين ومحتاليين الذين
ظهروا من جراء الروح التجارية البرجوازية,لكن
هذه الأشياء ,
لم
تعد تهم الجمهور الكاروليني.ومع
ذلك كوميدياته الهمت العديد من أفضل كتاب
الدراما الكارولينية ليجربوا من قالب
كوميديا المدينة ..فلو
أن أولئك الدراميون فضلوا التعامل مع
نماذج أكثر أرستقراطية ,بصورة
أكبر من بن جونسون لجعل هجاءه أكثر تشذيباً,
وتخفيف
اتهامه للأخلاقيات المنتشرة في المجتمع
المدني ,ومع
ذلك قد استعاروا بحرية كبيرة من حبكاته,وقاموا
بأعادتها بما يتناسب مع شؤونهم الإجتماعية
في عصرهم
بن جونسون |
ان
مسرحية المخيم الهولندي 1631
الرائعة
للمؤلف شاكيرلي مارميون تعرض لنا ,كيف
كان فن جونسون قد تحور ليلائم الجمهور,الذي
يتطلع إلى رسم السلوكيات مثلما رسمت من
قبل الأخلاقيات ..ان
الحبكة في هذه المسرحية تتضمن شابين من
الضحايا ـ حيث هناك شجاع مزاجي يسمى
ترملخيو الذي لتوه قد بدد أملاك أبيه
,وحميه
كبريتو الذي جاء من نورفلك ليتعلم سلوكيات
المدينة ..ان
المسرحي مارميون يركز على الوافدين ليعكس
النمو الهائل لتعداد سكان لندن المتجاوز
الحد,وعلى
وجه الخصوص يركز على انتقال نبلاء القرية
إلى المدينة.فمن
منظور حازم لطيف ,مارميون
قد سخر من سذاجة هذا الطراز من المدعين.ان
ترملخيو يكون الفاسد الرائد للسيد فوبلين
فلتر وكربيتو غبي القرية الذي يجعل مرجري
بينش ويف مظهرها معقداً
فمثل
جونسون يهجو مارميون الأنماط اللندنية
( في
شخصية ايجرتس الدجال وتلميذه الكابتن
أتوكلس )لكن
على نحو مختلف عن جونسون ,يرسم
تلك الأنماط ليس من البرجوازية بل من
طبقات متميزة.فمن
عقل بن جونسون يشير مارميون إلى مادة
مجتمعه .ويسخر
من طموحات النبلاء ,ويفضح
فجور الفرسان,لكن
بأسلوب غير جونسوني .انه
يوازن بين الهجاء وحبكة الرومانتيكية
النبيلة ,حيث
نرجسية اللورد فلوتيس تتحول ألى الفضيلة,من
خلال أول امرأة لا يمكنه إغوائها .لأن
هذه المرأة تكون بالفعل أخته فستينا التي
من غير المعقول لم يتعرف عليها فمحاولته
لأغوائها تكون متواترة بإستخدام الأساليب
الفلتشرية ,لكن
مارميون لم يختر أن يكشفها ,فبدلاً
من أن يُمسرح قوة الحب الأفلاطوني في
تغيير الطبيعة الإنسانية .فنجد
فستينا تسأل أخاها المتهتك (كيف
يكون ذلك حب الذي يبحث عن تحطيم صاحبه
والشيء الذي يعشقه؟كلا فالحب يكون مشاعراً
نقية ,تمد
الروح بالشفافية ,
وليس
ذلك الشغف بالنهم الحيواني(من
الفصل الثالث المشهد الرابع)..ان
فولتيس يكون سيداً ذا أهمية,ففستينا
تفترض(مثلما
تقترح جوليتا على اللورد بونافيل في
مسرحية هايد بارك التي قدمت بعد المسرحية
التي نحن بصددها بعام)أن
النبالة يجب أن يكون لها نغمة أخلاقية من
أجل المجتمع كله,ففولتيس
يسجنه حب النفس وهذا يكون دالاً على أن طبقة
كاملة تخلت عن مسؤوليتها الأخلاقية وأصبحت
مصدر خيلاء للآخرين ,ويتمثل
هذا في طموح ترملخيو وكبريتو .فمحادثته
لدى يديّ أمرأة عفيفة
ماهي
الا درس لتعليم رجال
الحاشية الفضيلة,اضافة
الى امكانية ان يدفع تقدمة للكوين هاريت,
التي
تروج للأفلاطونية المحدثة المثالية,
ان
دراميين آخرين أقل تلطفاً في هذا
التوجه,يحاولون
أن يعرضوا ما استجد في لندن من صورة مجتمع
آخر صيحة,في
المنتزهات و الميادين والحانات وبيوت
القمار ,حيث
تمد بمستويات تصطدم بالأشكال وقوانين
السلوك التي يمكن أن تكون مؤسسة ومفحوصة
ومعدلة.ان
هذه المسرحيات هكذا تزودنا بوظيفة اجتماعية
هامة ,فلربما
يمكن تسميتها كوميديات البلدة ,وليس
كوميديات المدينة .فمسرحية
هايد برك احدى هذه الأمثلة ,ومسرحية
كوفنت جاردن لتوماس ناببس تعد مثالاً
آخر,ولقد
كان بروم على أي حال كاتب له الأسبقية في
كتابة مثل هذه النوعيات من المسرحيات
,فمسرحية
زفاف كوفنت جاردن (1632)تشبه
مسرحيته أنتيوبود التي كتبها في فترة
متأخرة ,حيث
تكشف كيف بنجاح وظف بروم أساليب بن جونسون,
في
عالم غير جونسوني بالضرورة
فلقد
الهمته مسرحية سوق برثلوميو جزئياً
بفن,فمسرحية
زفاف كوفنت جاردن ,تهتم
بإستقرار الطبقة العليا للمدينة في
مقاطعة كوفنت جاردن الأنيقة ,المكان
الذي به القاضي المحلي (الشبيه
بشخصية القاضي أوفردو التي رسمها بن
جونسون في سوق برثلوميو)
وجينتلمان
المدينة المزاجي المسمى كروس ويل يفشل
فيه من التخلص من الماجنين والمومسات.
ان
بروم يخلق صورة كوميدية عن العماء الذي
ينتج متى تحكمت عدة قوانين عشوائية في
إنجلترا,
كالتي
ظهرت في عهد تشارلز,فالإقتصاد
والحياة الإجتماعية كانا في حالة تنافسية
,لكن
حتى لو كانت قراءتنا للمسرحية كتورية
سياسية ,فمسرحية
زفاف كوفنت جاردن بوضوح ,تتعلق
بالتكيف الإجتماعي في لندن,وعلى
وجه الخصوص بسكان البلدة وقيمهم :وكيف
كانوا يحكمون أنفسهم وكيف كانوا يسمحون
لأنفسهم أن يكونوا محكومين ,ان
بروم يرسم صورة واسعة لألوان الطيف
الإجتماعي تفوق التي لدى شايرلي ومارميون
ودفننت ..فهم
يحددون أنفسهما كثيراً بالطبقة الأرستنقراطية
,لكن
بروم يمتد في تعبيره من الطبقة العليا
إلى الطبقة البرجوازية ,
إلى
الطبقات الدنيا والخارجين عن القانون,وذلك
بواسطة القبض على شيء من تشوش كشك أرسولا
في مسرحية سوق برثلوميو,فإحاطته
برؤية اجتماعية ,تذكرنا
ثانية ببن جونسون وتجعل مسرحياته(أي
بروم)في
نغمتها وأسلوبها تنحدر حقيقة من الكوميديا
اليعقوبية
مواضيع
أخرى تتعلق بالتغير الإجتماعي ,يخبرنا
عنها دفننت في مسرحيته الإذكياء(1634)ـ
وفيها نرى جينتلمان يسمى بلاتين إلدر أو(بلاتين الأكبر) والعجوز الفكاهي الفارس ثواك ,وقد
وضعا ما يملكان من أملاك في عمل استثماري
,ويتعهدا
العيش على حكمتيهما ـ وهذا يعني أنهما
سيعيشان على النساء ,وهكذا
سيثبتان أستاذيتهما في فنون المدن.
والحبكة
تجعل من بلاتين إلدر ضحية احتيال ليدي
أمبل البارعة ومن أخيه الأصغر,الذي
بالضرورة تعلم بالفعل مثل هذه الفنون
ومن أجل هذه الحبكة ,
أعاد
دفننت تشكيل الموقف المركزي لمسرحية
الكيميائي لبن جونسون,
ليسخر
من سلوكيات الطبقة الأرستقراطية ,بدلاً
من أن يسخر من الخداع المالي.أن
السيدة أمبل تكون وصية ثرية,على
الغائب السيد تيرنت ثريفت ,التي
تستخدم بيته كمكان لإذلال بلاين إلدر
والإعتراف بذكاء النساء,فهي
تخطط مع أخي بلاتين ألدر المسمى ببلاتين الأصغر أن يقود أخاه بلاتين إلدر عارياً,إلى
السرير ,وبدلاً
من أن يلقى إلدر ما يصبو إليه ,يُقبض
عليه كونه قواد ,بعدئذ
عندما يرتدي بدلته تتسبب أمبل في اخفاءه
في صندوق ,فلقد
قالت له أن ثريفت عاد بصورة غير متوقعة
.لكن
لايُطلق سراحه الا بعد أن يتنازل عن عزبته
القروية لأخيه بلاتين الأصغر ـ فتوريث الإخوةالصغار لا
يمكن أن يتم أبداً بدعوة شرعية.ان
مسرحية الأذكياء الساخرة على أي حال تكون
ملطفة عن مسرحية الكيميائي في وصفها
العلاقات الإجتماعية .فبلاتين
الأكبر يُدرك غباء خططه ويعترف بتفوق
ذكاء أخيه الأصغر والسيدة أمبل وفي عودته
يعطى يد السيدة ليتزوجها.فالنبرات
النسائية لعلها تسمع بصورة مميزة في رفضهن
بالإعتراف بالسيادة الذكورية:
فهي
تقول(لكن
يا سيدي لو أن علي أن أتزوجك ,فبثقة
أقول أن لدي ذكاء أفضل منك ,وبأمكاني
قهرك ,انك
مازلت تعاني في هدوء ودعة ورعب صبورـ من
الفصل الخامس المشهد الثالث ـ)ان
ثريفت كنتيجة لهذا الزواج يُقصى عن
ميراثه ,فهو
كان يأمُل أن يفوز من هذا الزواج
بالوصايا,وبتصرف
ينم عن السخاء المفرط ,يقوم
ثواك الذي يكون بلا أطفال بجعل بلاتين
الأصغر وريثه.فيكون
التاغم الإجتماعي هكذا مؤكد .كما
في أفضل كوميديا اليزابيثية
إن
الأسس الإجتماعية في مسرحية الأذكياء
تشبه تلك التي في مسرحية زفاف كوفنت جاردن
أكثر مما تشبه الكوميديا الإليزابيثية
.ان
دفننت مثل بروم يُمسرح ما ترتب على إنتقال
الطبقة العليا بالريف الى المدينة ,لكن
على نحو مختلف ,تتضمين
بروم هذه الحياة في المدينة لعله ليس
مناسباً,لأولئك
الذين يفشلون أن يحيوا بذكائهم,فمعاقباً
بخدعة,ثواك
يقرر أن يكتب خطاباً الى القرية حتى يثني
الطبقة العليا عن المجيء هاهنا إلى
المدينة ..فالأخبار
السيئة تتضمن سخرية من البيورتانية
والشراب والتقشف والخلاعة في كوفنت
جاردن..فخطابات
ثواك على نحو كوميدي تذكر إعلان الملك
تشارلز في30
من
يونيو عام1632
الذي
يأمر الطبقة العليا بألا تغادر مكان
اقامتها في القصور بالقرية ,والإمتناع
عن تحويل معيشتها إلى لندن والأماكن
المجاورة لها.(وذلك الإعلان يستهين به كروس ويل في مسرحية
زفاف كوفنت جاردن)أما الفعل
الدرامي بمسرحية الأذكياء يؤكد صلاحيته :فالريف
يكون أكثر ملاءمة للطبقة العليا أصحاب
الطرز القديمة مثل ثواك ليحيا ويحكم
,بالرغم
من أن الأسباب التي أكد عليها الملك تشارلز
في مرسومه الملكي كانت مختلفة
الملك تشارلز الأول |
على
الرغم من أن ثواك ساخراً يهاجم المدينة
,فدفننت
يذهب إلى أنه لابد أن يكون هناك تكامل بين
المدينة والقرية بدلاً من الصدام.فالقرية
المرسومة في سنن رعوية تكون العمود الفقري
لإنجلترا ,اي
مقعد القيم المتعارف عليها ,وفيها
أصحاب الطبقة العليا الذين يسوسون
الأمور.وعلى
صعيد آخر ففي المدينة سُبل جيدة للحياة
وللإزدهار :فالمدينة
مكان يناسب الإخوة الصغار والآخرين الذين
ليس لهم أملاك أو ميراث..فوجهة
النظر هذه للعلاقة المناسبة بين المدينة
والقرية تكون على نحو تام تتناغم مع القصر
,ونلحظ
منها رؤية القصر الملكي لدى
دفننت
أكثر من أي مقلد آخر لبن جونسون
بينما
كوميديات بن جونسون اليعقوبية كانت على
نحو واسع يتم تقليدها.فبالنسبة
لمسرحياته الكارولينية أنباء
الساعة(1626)والفندق
الجديد(1629)والسيدة
الجذابة(1632)وقصة
تيوب(1633)ـ
غير شعبية تماماً في زمنها فكانت مرفوضة
فقد اعتبرها دريدن تخاريف وحتى اليوم تعد
أعمالاً تدل على أفول الكاتب الدرامي.حقيقة,إن
جونسون رأى أفضل أيامه سابقاً,بعدئذ
عانى من الشلل الدماغي في عام1628
,ولم
يجد رعاية من قصر الملك تشارلز ,كالتي
وجدها عند الملك جيمس,وكوميدياته
الإنجليزية الأكثر حيوية لم تعد تساير
أوربة الجمهور بشكل لافت ,الذي
توافد على إحياء بيمونت وفليتشر .ان
جونسون جابه الموقف بخاصية شاذة,فبينما
اهتم الكتاب الدراميون بتنقيح
كوميدياته,لتوافق
سلوكيات البلاط والمدينة,
فجونسون
نفسه على نحو مفاجئ تحول إلى قالب غير
عصري أنذاك ,وهو
رومانتيكيات شيكسبير فلقد دبجها بن جونسون
في مسرحيته الكارولينية ـ
وبالرغم
من فشل مسرحية الفندق الجديد,عند
عرضها لأول مرة عام1629
فمن
الواضح أنها ليست تخاريف ..انها
رؤية تحن إلى قيم المجتمع الإليزابيثي
,ولعل
ذلك لم يلق قبولاً لدى المجتمع الكاروليني
,بل
كما فشل المجتمع تحت الحقبة الإستوارية
(أو
كما بدا فشلاً)وبعيداً
جداً عن مثاليات عصر الإليزابيث الذهبي
,أتى
بن جونسون بشعور يتصل مع الكاتب العظيم
التي كوميدياته أيقظت صورة قوة الحب
والتسامح ...في
مسرحية الفندق الجديد تدبج الرومانسية
في الضواحي ..فعالم
شيكسبير الأخضر,
يصبح
في قلب لايت هارت في برنيت حيث الأرستقراطيون
يقومون بإصلاحات ليمروا بالتحولات .ان
الرئيس من بينهم هو لورد لوفل المكتئب
الذي يتوق إلى ان يُحب السيدة فربمبل,وهذه
السيدة نفسها عذراء مهنية التي تصل عند
المساء,من
أجل العاب القمار ,التي
تورط لوفل في لعبها وتخسر مكانتها القلبية
لديه
فجونسون
يؤطر لمسرحية بها فروسية عاشقة في حبكة
مليئة بالمصادفات التي شيكسبير نفسه لا
يمكنه أن يضاهي عبثيتها.في
الواقع لعله من الممكن تفسير الحبكة
كمحاكاة غير وقورة لرومانتيكية زائفة,كان
بن جونسون يستهجنها ذات مرة.فجودستوك
مضيف لايت هارد الذي يتحدث بلباقة (والذي
يكون موضوعاً في غير محله مثل الدوق سنيور
فيردنند في غابة أردن بمسرحية على
هواك) ما هو الا اللورد فرمبل ,والد
السيدة الذي منذ أعوام مبكرة يترك زوجته
وبنتيه الصغيرتين ,والآن كونه نادم,يضع
نفسه في تابوت في الفندق .فالغلام
فرنك الذي يعمل هناك يكون مجهولاً له,ابنته
الثانية ليتتيا ,فحالة
روح الدعابة التي في مسرحية الليلة الثانية
عشر تدين لها شخصية ليدي فرمبل التي
تتخفى في شخصية فرنك في حالة مرحة, فبينما
فقدت أختها , تخدع بتخفيها هذا اللورد بيفورت الذي في
التو ,يقع
في غرامها.بل
أكثر من ذلك على نحو عبثي فالمربية
الأيرلندلية ,التي
تخطف ليتيتيا وتحضرها متخفية الى الفندق
تتحول لتكون أمها زوجة لورد فرمبل .فالوحي
في الخمسة فصول به تأثير قوي من الرغبة
في الحلم التي يكون التركيز عليها كبير
كما في رومانسيات شيكسبير ,بالذات
في لحظة لم شمل الأسرة فالأطفال المفقودون
يعودون كالعائد من الموت اما الأزواج
يتصالحون بعد أعوام من الإنفصال ,أما
التنكر فيكون منتشر ,فكل
ابنة تقترن بزوج مناسب,أما
فرمبل نفسه مثل رجل الضاحية برسبيرو الذي
ينهي احتفالاته
ان
تبني بن جونسون نماذج رومانسيات شيكسبير
لا يعني انه هجر الكوميدية الأخلاقية
.فعلى
النقيض قد استعمل الرومانسيات للنقد
ولمجابهة تلك القوى,التي
عطلت عمل العائلات ..فتحول
السلطة والثروة من ملكيات القرية إلى
النظام الحضري,سرع
بأنفصال العائلات ,فالعائلات
الكبيرة لم يطل اشرافها كمحور أسري
واقتصادي ومحور للحياة السياسية,
كما
فعلت أثناء حكم اليزابيث ..ففندق
لايت هارت نفسه يكون مكان من أجل أناس لم
يحققوا شيئاً ليجتمعوا بدون عمل التزامات
جادة من شخص لآخر في الحياة .فهي
تحمل معنى به انعكاس عقيم لدى بيهرست
املاك عائلة سدني التي جعل جونسون حالة
مثالية
ان
جونسون على نحو معجز يحول الفندق الجديد
الى مكان حيث الفضيلة الجديدة يمكن أن
تستعاد
فشخصية
جودستوك ولوفل اللذين يتشاركان في وجهة
النظر لأعوام يعانيان من مرور أفضل زمن
,فكلاهما
يتهمان أخلاقيات رجال الحاشية الإستيورية
,الذين
صنعوا صنماً شكلياً,لكن
يسخرون من المثالية التي ذات مرة اعطت
الشكل هدفاً .فلوفل
على سبيل المثال عندما على نحو يرثى له
يمجد فضائل تعليم الفروسية في البلاط
يجيبه جودستوك:ـ
أجل
كان هذا عندما المدرسة نفسها نبيلة
ونبراسها الفضيلة,وليس
السوق ,فلم
تكن هذه الألقاب تعرض للبيع على العامة
,فالطيبة
تمنح لها العظمة ,وكل
بيت أصبح أكاديمية الشرف وتلك الأركان
رأيناها وقد رحلت تماما عن المؤسسة(من
الفصل الأول المشهد الثالث السطر52الى59)ـ
وعلى
نحو خاص جودستوك يدين المخالطة الجنسية
,والقمار
والشرف الزائف:ان
قدحه صدى لسخط جونسون المبكر,
من
ناحية أخرى السخرية من أخلاقيات البلاط
مرسوم في أسلوب جونسوني ككوميديات الأخلاط
لديه ـ فكولنل جلوريس الجاور و بات بريست
النديم هودج الحاجب وهافل السائس
وآخرين يشربون ويتفاخرون ويسيؤون للسيدات
,ويضربون
عرض الحائط بالقيم الحضارية.ان
استخدام الكوميديا المنخفضة لعكس الحبكة
الرئيسية جونسون يظهر أنه مازال سيد الشكل
الكوميدي اليعقوبي
صورة من عرض لمسرحية الفندق الجديد تأليف بن جونسون عرضت عام1987 اخراج جون كيرد |
No comments:
Post a Comment