بقلم
جيل ليفنسون
من
الفصل الثامن:الكوميديا
بكتاب
دليل كامبريدج إلى دراما عصر النهضة
الإنجليزية
التطورات
المبكرة للكوميديا الإنجليزية
أثناء
العصور الوسطى و النصف الأول من القرن
السادس عشر بإنجلترا ,معظم
مكونات كوميدية عصر النهضة ـ وحتى أجزاء
من بنائها ـ انتشرت عفوياً .فالأن
وبعدئذ عدد من سلسلتها العنقودية كتبها
من قالب الانترلود(الفواصل
المسرحية)
كتاب
من الدائرة المقربة من توماس مور .فكان
جون هايوود أشهر كاتب مسرحي في هذه المجموعة
الإنسانية الكاثوليكية .الذي
خلف جسداً صغيراً من الأعمال الدرامية
بين عامي1519و1533التي
سوياً أضافت النقاش إلى المسرح الكوميدي
فالست
انترلود(الفواصل
المسرحية)
ومقتطف
متأخر عادة ما ينسب إلى هايوود فلعل مسرحية
أربعة باء باء اشتملت على مزيج متنوع من
المكونات الكوميدية فعلى نحو مميز ,النزاع
يحكمه عناصر أخرى في هذه المسرحية ,
فهي
نموذج عتيق وعلى نسق مسرح العصور الوسطى
.فاثنان
من النقاشات يشغلان بلمير وباردونر
وبوثيكري وبيدلار والنقاشان يقومان
بتأسيس (براعة)أو
الارتباط الفائق للرجال .في
النقاش الأول كل يصر على أهميته بدعوى عرض الوسائل الملاءمة للنجاة .في
النقاش الثاني الأكثر طولاً,فباردونر
وبوثيكري ينغمسان في مبارة كذب ,لمناهضة
الفابليا(القصة
الموزونة الماجنة)ضد
القصة القصيرة.لكن
بلمير لايشارك رسمياً في هذه المنافسة
,رابحاً
إياها بدون قصد في حديث من ثلاث وعشرين
سطراً حينما يصر قائلاً(من
كل النساء التي رأيتها ,لم
أر ولم أعرف قسماً بضميري أي امرأة تتحلى
بالصبر (57)ـ
أما
ثراء السخرية ,في
تناقض الشخصيات نفسها عند النقاش
:فسلوكياتهم
تفشل في أن تتطابق مع مواهبهم ,والبراعة
ليس لديها مكان في انقاذ الأرواح الإنسانية
.ومثلما
الفابليا ومبارة الكذب فالأشكال والأنواع
الأخرى ـ المقارعة الأدبية والهجاء
والفارس ـ تساهم في السخرية .فالتلاعب
بالكلام والمعايرات في النظم يعززان
التأثيرات المشيرة إلى الزيف في الحوار
ان
السخرية تخضع للإيمان الديني ,على
أي حال,في
نهاية الإنترلود بعدما
يترك بلمير أفضليتة غير المتوقعة ,
يعلن
بيدلار عن الوصول إلى طريق مسدود ,فهو
يشرع في حل للنقاش الذي استهلوه (صفحة61)من
خلال الخطبة التي تتعرض أولاً للنقاش غير
المنسجم وفي النهاية يترك الحكم على
المتنازعين والأمور للكنيسة .فالنص
ينتهي على صلاة بلمير في نظم ملكي ,لعله
يخاطب كلاً من البلاط والعامة من الناس
وهو كالآتي(أتوسل
اليكم جميعاً لكي تزدهروا ,بحق
اخلاصه للكنيسة العالمية)(ص64)ففي
زمن ديني وسياسي مضطرب ,مسرحية
أربعة
باء باء ,هكذا
تُظهر الإصلاح الإنساني والكنيسة المثالية
كوكيل للتآلف المجتمعي
بين
هذا الزمن والى بدايات الخمسينيات من
القرن السادس عشر التسجيلات للمسرح
الهزيلة لا تمدناً في الغالب بدليل مادي عن
تأثير أو الإلتفاف حول كتابات هايوود
المسرحية.
في
غضون ذلك فالبناء الكوميدي اتخذ شكلاً
ما بداخل الأكاديمية:فالمدارس
الثانوية والجامعات عرضت لمسرحيات بلاوتوس
وتيرنيس ,فالطلاب
من كل مستوى حللوا بناءات هذه النصوص
اللاتينية .في
النهاية,مسرحيتان أصليتان أسهبت في في
عرض النماذج الرومانية ,واعادة تقديم
المتفرقات التي تميز كوميديا عصر النهضة
,لكن
تاريخيهما غير محدد ,الأولى
هي إبرة جرمر جيرتون الفها سـ.مسترأوف
أرت,أما الثانية مسرحية رالف رويستر
دويستر التي الفها نيقولس
يودال
التي بها وضع القدم الأولى للكوميدية
الإنجليزية المبنية على الأطر اللاتينية
ان
كلتا المسرحيتين تنثر القص الثلاثي المتتالي
في خمسة فصول كما يفترض المعلقون على عصر
النهضة فالبروتسيس أي ترتيب أمر على أمر
إن وجد الأول تم الآخر يشغل الفصلين الأول
والثاني ,أما
الأبياتسيس أي تراكم المحن على الشخصية
الدرامية يشغل الفصلين التاليين ,أما
الأنستروف أي الإنقلاب في الترتيب,
يشغل
الفصل الأخير.وفي
كل حالة البناء يبدو حاداً موجزاً لأن
الوحدات الأرسطية تكون مراعاة جيداً,وكل
فصل يأخذ مكانه المحدد في البنية ولقد
عرضت مسرحية إبرة جرمر جيرتون في كلية
كريست بكامبريدج ,والمسرحية
صنعت بنية تيرانيسية الموضوع عن الحكمة
,انها
منسقة الحبكة بتطوير موتيفة الفضلات
وبسلسلة من التوريات الفاحشة مرسومة على
عرض كله ذكور في الأصل.في
نفس الوقت انها تجعل مكون النقاش مادي
عبثي يُطوف سؤالاً عمن أخذ الإبرة مع
شخصيات تؤدي تشوشها خلال شجار في ظلمة
حرفياً.ومثل
بنية مسرحية رالف رويستر دويستر ,فهذا
البناء المنظم جيداً يحتوي على تشكيلة
من الضروب المتراصفة من الأمثولة والمقارعة
الأدبية الساخرة من قتال البطولية الوهمي
,وعلى
نحو مشابه الشخصيات الدرامية تجسد أشكالاً
من عدد من الأنماط الخلقية والكلاسيكية
ومسرحية
رالف رويستر دويستر نرى فيها عدم تجانس
كبير.فقد
كتبها أستاذ مدرسي حتى يعرضها الغلمان
,فهي
تسترشد بفكاهة من ضروب مختلفة.
فلقد
استعار يودال الحبكة البسيطة في مسرحيته
من الحبكة الفرعية لمسرحية الخصي لتيرنتيوس
,موسعاً
إياها بكل أسلوب بلاغي ,أدبي
,ومن
التقاليد الشعبية للسخرية من الحماقة من
عدة زوايا .فعلى
سبيل المثال فهو يملأ السرد بنبذات وقطع
من مسرحيات لاتينية أخرى مثل الأخوين
وأندريا وكلتاهما لتيرنتيوس ومن المحتمل
أيضاً أن يودال قد استعان بمسرحية الجندي
المغرور و بوسيدولوس وكلتاهما لبلاوتوس
.بالإضافة
إلى أنه يفككك فن النقاش الشائع في العصور
الوسطى حول العاشق المثالي سواء جندي أو
دارس ,مستعملاً
المصطلح الأول كشخصية والثاني كوسيلة
للحبكة (على
سبيل المثال تأويل الخطاب الذي ليس فيه
علامات ترقيم)ـ
فمن
خلال بطل المسرحية الذي يجمع بين الجندي
الثرثار والفارس المتودد ,يحاكي
يودال جل تقليد للبطولة .
بخطاب
خال من علامات الترقيم .
الذي
يعلن عن الإخلاص للسيدة ,فهو
يحاكي بسخرية ليس فقط جهالة المتكبر لكن
أيضاً شعيرة حب المتزلف ,فعندما
ترفض السيدة كلاً من الخطاب وبطل المسرحية
فمعركة تنتج مما يقلب معايير البطولة
رأساً على عقب :فالفارس
يهاجم بيت سيدته فهو يكون مسلحاً بسطل
المطبخ على رأسه ومزودأً بأدوات أخرى
مرتبطة بإحتفالات برغول المرسومة في
(معركة
الكرنفال والصوم).فرويستر
دويستر المبكرة مثلت يأسه من خلال التظاهر
بموته والمشاركة في جنازته ,وهو
محاكاة متطابقة للشعائر الرومانية
الكاثوليكية .فهناك
ادخال لكل ماهو عرض عجائبي عن بطل المسرحية
فشخصية ماثيو مري جريك ـ مثل ديكون في
إبرة جامر جارتون ـ به عناصر مثل الطفيلي
الكلاسيكي وشخصية الرذيلة في العصور
الوسطى وشخصية مهرج عصر النهضة
فريبرتوري
يودال الكوميدي يشتمل على تشوسر والرومانس
الشعبي ,وأغان
وأقوال مأثورة ومسرحيات فلكلورية ,وهي
مراجع شعبية بالنسبة للطبقة الوسطى
ولحياته نفسه.فمن
هذه المتفرقات ,بشكل
صارخ تنبعث الصورة الساخرة ,شخصية
عنوان المسرحية التي تسيء فهم الشفرة
المستخلصة فيما يُمثله على المسرح رالف روستير دوستير
والأحداث التي تولدها تصرفاته .فمن
خلال تعليقات شخصية مري جريك يدعو يودال جمهوره
ليستمتعوا بالسخرية ويثمنوا المضامين
الأخلاقية
ان
الشواهد القليلة على مثل هذه الكوميدية
المدروسة المنصهرة وصلت الينا من هذه
الفترة أي منتصف القرن السادس عشر حتى
1583
,بالرغم
من أن الكوميدية الإيطالية قد وردت إلى
الأكاديمية وحلقات البلاط تعرض درجة من
التهجين .فمن
بين هذه المسرحيات مسرحية التصورات
لجورج غاسكوين (التي
عرضت في الجراي إن عام1566(وهي
ترجمة لمسرحية أريستو التي تحمل نفسي
العنوان بالإيطالية ,فعلى
نحو كلاسيكي استنبط أريستو مسرحيته هذه
بإتقان من مسرحية الأسير لبلاوتوس والخصي
لتيرنتيوس وصنع حبكة مكيدةـ فلقد رتب
لسرد من ثلاثة أجزاء في خمسة فصول.فعندما
دمج غاسكوين النصوص الأصلية في معالجته
فهو بصورة قصوى نقى استمرارية التسلسل
وكنتيجة
لهذا,
فمسرحية
التصورات بظرف صورت اعاقة العلاقة
العاطفية من قبِل الآباء المزعجين .فالشاب
الصغير يربح الدخول في السر الى سيدته
,من
خلال تبادل الأماكن مع خادمه ففي الفصل
الأول المشهد الأول السطر111يُذكر
الآتي:(التصور
الأول والأساسي من كل التصورات)فمع
ثلاثة آباء في المشهد بالفصل الرابع
والخامس يصبحون آباء العشاق والخدم هنالك
تكثيف للتعقيدات حتى أنه كما يُذكر في
المسرحية(الإنسان
يصنع الكوميدية منها ـ راجع الفصل الخامس
المشهد السابع من السطر55الى6).في
النهاية عند حل عقدة المسرحية تنكشف
الهويات الحقيقية ويتوحد العشاق ويتصالح
آباؤهم
في
طبعة 1575للمسرحية
يشدد غاسكوين على الجدلية(الديالكتيك)للحبكة
,حيث
أولاًيعرف ويعلق على مسرحيته التصورات
الداعمة للحبكة
فطبقا
للبرولوج أو الموضوع يذكر الآتي(ان
مسرحيتنا عن التصورات تكون لا شيء الا
خطأ أو تصور عن شيء واحد هو شيء آخر(راجع
من السطر14
الى16)فالملاحظات
تعرف خمسة وعشرين من التصورات,التي
تنمو كثيراً وكثيراً مركزة على تشابك
تعقيدات الإبيتاسيس .ففي
سياقها تصبح المسرحية تشريع للديانويا(التفكير
المنطقي)فهذه
العملية المستمرة من التفكير وحل المشاكل
التي يقترح المعلقون أنها تكون الفعل في
الكوميدية ..
فأريستو
قد وضع هذين الحدين المتناقضين في فيرارا
المعاصرة .حيث
عرض المسرحية الأول أخذ مكانه في عام1509.فلو
أن الكاتب المسرحي الإيطالي قد جلب
الكوميديا الرومانية الى العالم المعاصر
له ,فغاسكوين
قد جعل عجمتها انجليزية بدرجة بها نكات
وتلاعب لفظي ونثر متوازن استشرفه الكاتب
المسرحي جون ليلي ..فالشخصيات
في مسرحية التصورات ذات مراوغة معلقة
ديوثة ومواضيعها ذات صلة مرتبطة ببعضها
البعض
كليندر:اني
أعرف انك لست جيداً جداً يا بيبلر
باسفيلو:أجل
يا سيدي ,بل
الممتاز جداً بيببلير ,خاصة
في الزجاجة(الفصل
الأول المشهد الثالث37-40)ـ
فخلال
هذا الديلوج من الواضح بلاغة العبارات
والتفخيم الصوتي .لذلك
فالعاشق المتنكر ,ايرستوراتوا
يعاني من موقفه في بداية الكوميدية:ـ
لكن
واحسرتاه ,فلقد
وجدت حباً فحسب لا يشبع ,فكما
الذبابة تلعب مع النور حتى النهاية فهي
تتسبب في احتراقها ,فالعاشق
الذي يفكر في قبلة ليرضي شهوته المطلقة
العنان يكون في العادة قد رأى هلاكه
أسامة سليمان
أسامة سليمان
صفحة من مخطوطة رالف روستير دوستير |
No comments:
Post a Comment