Monday, 30 October 2017

بن جونسون يكتب التراجيديا(كاتلين نموذجاً)

بينما كتب بن جونسون من قالب الكوميديا العديد من الأعمال المسرحية لم يكتب بن جونسون الا تراجيديتين هما سقوط سيجانوس ومؤامرة كاتلين والاخيره تراجيديا كتبت في العصر اليعقوبي وهي تلقي الضوء على احداث من التاريخ الروماني, طبعت المسرحية في البداية على ورق من القطع الصغير الذي يسمى (الكورتو )في عام 1611 من خلال القرطاسي ولتر باري ولقد كتب كل من فرنسيس بيمونت وجون فليتشر وناثان فيلد مقدمتها حيث دبجوها بشعر يمتدحدون فيه بن جونسون,ثم اعيد طبع النص بفوليو اعمال بن جونسون (اي القطع الكبير)عام 1616 ,والفوليو يؤكد ان النص عرضته فرقة الكينج مين عام 1611,وكان على رأس فريق التمثيل المقدم لهذا العمل الممثل الشهير ريتشارد بيرباج ,والمسرحية في مجملها تتحدث عن السياسي كاتلين ومؤامرته التي احكيت في القرن الاول للميلاد,لم يكن بن جونسون هو اول من كتب عملا عن كاتلين بل سبقه الكاتب استيفن جوزون في كتابة نص درامي شعري عن كاتلين قدمته فرقة الليسستر مين عام 1579,ولقد امتدح هذا النص المؤرخ توماس ريمر,وبالرغم من ان مسرحية كاتلين لبن جونسون قوبلت باستهجان في اول الأمر لكنها, اعتبرت بعد ذلك واحدة من المسرحيات الشعبية التي لاقت نجاحا منقطع النظير,لكن مع انتهاء القرن السابع عشر لم يتم التجريب مرة اخرى على هذا النص.
الصورة: نص كاتلين في الفوليو الثاني الشهير الذي صدر عام1640




 
مصادر وأصول مسرحية كل إنسان وطبعة بقلم بن جونسون
نقلاً عن روبرت ن.واتسون محرر المسرحية في منشورات النيومرميد للمسرحيات الإنجليزية

كل انسان وطبعة في الأساس بلا مصادر ,باستثناء مشاهد الشارع المتطابقة مع لندن العصر الاليزبيثي,التي يكررها جونسون بخصوصية مشرقة حيث تذكرنا بأعمال الرسامين الهولنديين التي قدمت في نفس هذه الفترة.من المقترض أن جونسون أستوحى المزاج العام لدراما الأمزجة من مسرحية يوم الامزجة الطروب بقلم جورج تشابمان1597-مستمداً فقط الفكرة من لامركزية الحبكة حيث الرجل الماهر الذي يملك المبررات لخداع بعض من الأرستقراطيين الأغبياء.هناك الكثير الذي يربط مسرحية كل انسان وطبعه بالمزاج الكلاسيكي فيما هو معروف بالكوميديا الجديدة,ففيها نجد الخادم المرواغ يساعد الشاب الصغير,المشكوك فيه بسبب تصرفاته التي تتسم بالتبذير,وذلك لكي يتزوج ممن يريدها على خلاف مشيئة أبيه.اذن الكوميديا الجديدة من المؤكد انها تمد جونسون بهيكل الحبكة ,التي يكسوها بطراز مميز والخصائص الرقيقة للمجتمع الذي كان يعيش فيه.

ان جوهر جونسون,على نحو مميز,ليس في تقديمه قصة حب ولا في مسرحية مفعمة بشخصيات حية لديها كل شيء يؤهلها للفعل .ان المتفاخر الجبان بوبوديل ربما أستمد من الشخصية الكلاسيكية  -الجندي المغرور,ربما أستمد من شخصية فولستاف التي رسمها وليم شيكسبير أما شخصية كيتلي الغيور ربما أستمدها من شخصية بانتلون من أيطاليا عصر النهضة أي الكوميديا الديلارتي.وكلا الشخصيتين تلوح في الآلاف من الأشكال الموجودة في الأنواع الكوميدية المكتوبة سلفاً,على أي حال,ان الصور التي ينقلها جونسون عنهما,مرجعها ومصدرها هو نفسه لاشريك له فيها.

ان مسرحية كل إنسان وطبعه,منعدمة الجذور ومع ذلك,غنية بالفروع.فاسلوب كتابة كوميديا الأدبية المسماة بكوميديا المدينة تنبع مباشرة من هذه المسرحية وفي مسرحيات جونسون المتأخرة,ان جونسون ابتدع كلاً من الشكل والمادة لمعظم كوميديات عصر الاحياء(عودة الملكية)التي كتبت بعده,حيث نجد في هذه الكوميديات عالم من الحمقى والأزواج الغيورين , مثل شخصية الكسول لكنه شاب لطيف صغير,الذي يسعى لأسر النساء الجذابات,فهذه المسرحيات مليئة بخفة الدم ومآثر عديدة لمظاهر المجتمع المتكلفة.ان الإحساس الأوسع للتناقضية الجونسنية يتم عن طريق التركيز تحديداً على لندن في العصر اليعقوبي حيث جعلها حبكة طاردة وأصلاً لأبعاد الميتا مسرح الساخرة للعبثية المحدثة والمسرحيين الوجوديين أمثال هارولد بنتر وصمويل بكيت وجون بول سارتر وبيرانديللو.ان النكات ربما لاحت للوهلة الأولى انها عن شخصيات غبية,وبعدئذ عن هؤلاء الذين يطيعون أو يستحسنون الدراما التقليدية,لكن في النهاية نجدها كلها عنا نحن الذين لا نعي المساوة الكلية للقصة حيث نلعب نحن دور البطولة,ان جونسون يخلق رؤية فلسفية وثورة فنية تحت زي ملاحظاته للواقع المحلي لبلده.فالتناقض الظاهري يكون زائفاً:فجونسون مثل فرويد الحقيقة توجد في السخرية,ولا شيطان يوجد في التفاصيل.

الصورة لشخصية بوبوديل واستيفين حول استجلاء أمر السيف الطليطلي الاسباني من مسرحية كل انسان وطبعة بقلم بن جونسون



ان مسرحية الشيطان حمار لبن جونسون لم تعرض كثيراً ولم تجرب على الخشبة ..لعل الأمر مرده انها تهجو شخصاً بعينه من رجال البلاط أبان عصر جونسون فعند تقديمها لأول مرةعام 1616فلربما تم منعها من العرض في التو .أما نشرها في كتاب فقد كان مؤجلاً حتى عام1640بعد موت جونسون وعلى الرغم من ظهورها الدائم بين مجموعة مسرحيات لبن جونسون أخرى الا انها اهملت تماما من جانب المسرح الشعبي والنقاد ..فلو أن الزمن أعاد تقييمها فلعلها تخضع لمعايير مختلفة فسوف نراها متشابكة بشكل انيق يغلفها أحساس ووعي بالحياة في العصر اليعقوبي اللندني الذي يعكس الواقع الأخلاقي لعالم التجارة والسياسة سوياً مع تسليط الضوء عليها وأستعمالها كثقافة مسرحية .
بيتر هاب
الصورة من عرض للمسرحية الشيطان حمار عام2015على خشبة مسرح الروز في لندن





الشاعر والملك
لم يكن خافياً للقاصي والداني بسبب شهرة جونسون اعجاب الملك جيمس به ..فكان جونسون محط نظر القصر الانجليزي ويرجع ذلك لدوي شهرة مسرحياته (فولوبوني والكيميائي والمرأة الصامتة وسوف برثلوميو)التي كانت تمثل في القاعات الخاصة بالقصور و على المسارح العامة وكل هذا جعل الملك جيمس يفتح ابواب قصره لفن جونسون ..ربما كانت المفارقة هنا بين جونسون الساخط على الأوضاع السياسية والاجتماعية وبين طلب الملك منه ان يكتب قطعا فنية تسمى القناعيات

الصورة للملك جيمس معاصر بن جونسون
مقاطع من مقدمة طبعة الييل لمسرحية كل انسان وطبعة (1)
عندما وضع بن جونسون مسرحيته كل انسان وطبعه,على رأس أعماله المجمعةوأشار اليها في اهداءه كثمرة انتاجه الأولى,فموقعها والاشارة اليها رمزياً كان مناسباً,فلقد كان لديه الوعي الكافي بذلك.فكتابته الدرامية الأولى كانت موضع ثقته,بحيث تضمنت على الأقل واحدة من كوميدياته كاملة الطول,لكن خلافاً لما أتى قبلاً فموسم الربيع قد أثمر كل نكهات الحصاد الناضجة.فكل الأمور المميزة والقيمة والطريقة الخاصة في التفكير,والتركيب التعبيري,والتكنيك الدرامي والأساليب البنائية-كلها هنا(في كل انسان وطبعه)جاهزة لتنتقى وتنمى ويعاد ادماجها .
ان الغزارة,تكون من وجهة نظر الاتساق الدرامي سترى أن هذه المسرحية لاأهلية لها :فانها تعرض تآلفاً بصورة كبيرة وأحياناً تناقضاً.فهي تتفوق على نفسها ,لذا فهي تُظهر المؤلف بصورة أفضل من أي مسرحية تالية عليها كتبها .انها جوهر الجونسونية.
الكوميدية الجونسونية هي كوميدية لا تفاعلية .فبداخل سمات الحبكة الجونسونية يوجد مجموعة من الشخصيات المسرحية واقعين في استبطان مزمن قد جُلب مجمعاً عند وسط الحبكة,التي على نحو حر توحد الشخصيات,أو بصورة أخرى تجلبهم الى التقارب.فكل شخصية على الرغم من استجابتها السريعة,الى الباعث الخارجي,تؤدي الفعل الدرامي على وجه الخصوص بمفردها,فهي تتحرك ظولياً على خط اجبارى مباشرة بطبيعتها,ثم تذهب الى التصادم,عندما يكون الزمن أو أوامر المناور,مع شخصية أخرى تتحرك بطول خط متقاطع .لذا فأن الحبكة الجونسونية لا تحمل احساساً عادياً.فهي لا تنمو خارجياً من التماسك المركزي,لكن تتحرك داخلياً من نقاط منعزلة,نحو الحادثة,كتعارض جوهري لنقطة التلاقي –للحادثة في سنن الفعل الدرامي,على الرغم من أن هذا التلاقي الأفضل جوهرياً في الدلالة.لهذا السبب ان حبكة جونسون الكوميدية,من الصعوبة بمكان استدعائها ,فنحن نتذكر شخصيات متفردة ,ومجابهات كما لو كانت القصة معنية بانجاز متجاورات حقيقية.هذه اللحظات المتقاطعة تشكل سمات الكوميدية الجونسونية,فأسلوبه ليس عضوياً بل هندسياً.
ان حبكة الكوميديا الجونسونية تكون مجموعة من الجبكات الفرعية جمعت في مكان واحد فما يثير الاعجاب مدى عمق هذه الكوميدية اللاتفاعلية المختلفة عن الكوميدية التفاعلية ...فجلياً لو أننا تصورنا حبكة كوميدية شيكسبير :حيث الحبكة الفرعية والحبكة الرئيسية تتقابلان فهما تندمجان واحدة بالأخرى,فكل منهما تبلور نظيرتها:فلحظة اللقاء هي لحظة حل العقدة المسرحية,كما حدث عند مجابهة بورشيا وشايلوك أو مجابهة دوق مالفوليو وأورلندو أو مشاركة ثيثيوس في الاحتفال بعشاق مسرحية حلم ليلة صيف,والعمال.فشعار شيكسبير يمكن أن نأخذه من هذه المسرحية حيث يذكر:(كل قصة ليل قيلت انتهت /وكل افكارها تغيرت هيئتها سوياً/.../حيث تزداد حتى تكون شيئاً عظيماً مستقراً).مع جونسون ليست سوياً,فكل فكرةتتغير هيئتها بمفردها.فلو أن هذا الهيئات المتغيرة بمفردها,تحدث في وقت واحد,فإن خيوطها المتقاطعة,فقط تعرض مزيداً مما هو ملفت للنظر,الذي يحتاج تجنب العفوية.فهي تُعلمنا ,على نحو ما بمصدر تغير الهيئة وأساليب هروبها ,لكن حالتها نفسها لاتحتوي على شيء قيم ,فلا يوجد هناك عناصر مشتركة ,من الثبات العظيم,يمكن أن نستخلصه من التحابك المشوش .على النقيض فان لحظة تزامن الحبكات الفرعية تكون فوضوية وهذا بدلا من التآلف فترتد مبتعدة عن بعضها البعض بدلاً من التبلور .الفوضوية هنا مضحكة للمدقق,الذي يدرك كل البواعث التي تكونها ,فالضحك ينجم عن هذه التفاوتات
محرر الطبعة جابريل برنارد جاكسون
الصورة لديفيد جريك الذي أدى دور كايتلي بالمسرحية



Sunday, 29 October 2017

فيليب هانسلو
يعد فليب هانسلو شخصية هامة في تاريخ المسرح الإليزابيثي فهو مالك لثلاثة مسارح هي الروز وفورتشين والهوب ولعله أيضاً أحد ملاك مسرح الويت فريرز و كان مديراً مسرحياً وابناً لأدموند هانسلو من ليندفيلد بمقاطعة ساكس ,ولقد تم توظيف فيليب من قبل العريف فيسكوس مونتاجي الذي كان يملك عقاراً في سويث ورك وفي عام 1577
عاش فليب هانسلو في بانك سيد في ليبرتي بمقاطعة كلينك ,التي أصبحت بيته الدائم ,أثناء هذا الوقت تزوج فيليب هانسلو أرملة سيده أجينس وودورد التي كانت لديها ثروة جيدة ,كان فليب هانسلو في الثمانينيات من القرن السادس عشر يوصف أنه صباغ وفي التسعينيات من نفس القرن كان يوصف على أنه مسترهن وفي العادة كان مشترياً للأملاك التي كانت على ضفة ستيوس .في عام1592 تم تعينه جروم أوف ذا شمبر وفي عام1603تم تعينه جنتلمان سيور أوف ذا شمبر وفي العام التالي أصبح مع إدوارد الين مشتركين في مستر أوف ذا جايم لباريس جاردين .فذلك النوع من الصيد التجاري كان يستمتع به مدة عشر سنوات ,ان فطنة وطموحات رجل الأعمال هذا جعلته يعرف قيمة المسؤولية ,فقد أصبح حارس كنيسة سانت سافيور في ساويث ورك ورئيس مدرسة القواعد بالأقليم .وقد مات فيليب هانسلو في السادس من ينايرعام1616 وماتت زوجته بعد موته بسنة .لم يكن هانسلو بطيئاً في "أن يرى ان هناك مستقبلاً للتجارة في المسرح ,ففي عام 1585 حاز على قطعة أرض في ميد لان ,التي بنى عليها في عام1587 أول مسرح على ضفة النهر وكان المسرح هو (الروز)وفي عام1594على مايبدو بنى مسرحاً في نيواتون بتس .وفي عام1592 تزوجت ابنة زوجته من إدوارد الين عضو فرقة الأدميرال فعندما أصبح الين ممثلاً لامعاً شاركه فيليب هانسلو في بناء مسرح فورتشين عام1600وشاركه ايضا بناء مسرح هوب الذي كان أولد بيير جاردين في عام1613
ان معظم أملاك هانسلو ورثها إدوارد الين فعند موت هانسلو كانت مفكرته وأوراقاً آخرى في حوذة مكتبة كلية ديلوتش التي بناها الين حيث نُسيت هناك بل وفقدت,حتى عام1790فقد إكتشفها مالون من تحت الأرض .هذه الوثائق قام دبليو دبيلو جريج بتحريرها (1904-8)ملقياً بسيل من على ارتباطات هانسلو بالمسرح ,وعن الإدارة المسرحية والخشبة الإليزابيثية عامة .ان المفكرة فوق أنها دفتر حسابات أو كتاب تذكرة تغطي السنين التي بين عامي 1592 و1603,فهي تقع في قسمين .في ا لقسم الأول نجد هانسلو يسجل الفرق التي تؤدي على مسرحه محتمل أن يكون مسرح الروز ويسجل أسماء المسرحيات والدخل الذي يأخذه كحارس للمسرح أو مالك له ,ولقد كان الممثلون عادة مديونين له
ان المفكرة بها شروح عن أحوال المسرح فنجد مثلاً هانسلو قد صرف مبلغ 21 جنيه على شتى أنواع الحرائر التي هي أزياء مسرحية مفقودة نصها تسمى الكاردينال ويلزي من تأليف هنري شاتل عام1601
وفي أحد الأعوام المذكورة بالمفكرة كان هناك تتابع غريب من 29ديسمبر1592 إلى 31
يناير عام1593.فقد كان هذا عام الطاعون .لكن فرقة أساكس كانت معه من26ديسمبر إلى 6فبراير عام1594,وقد مثلت مسرحية تيتوس وأندرنيكوس ,ومن يوم1 إلى 9إبريل ومن يوم3إلى13 يونيو كان أعضاء فرقة الكوين وأساكس وشامبرلين قد عادوا من السفر وقاموا بالتمثيل في نيوتن باتس .بعدئذ أكملت شامبرلين طريقها تاركة فرقة الأدميرال في الروز حيث قام هانسلو بتسجيل عروضهم في نوفمبر1957.
بعد عام1597وقتما قامت فرقة الأدميرال بأعادة تنظيم نفسها كانت هناك تغيرات في تدوين هانسلو.فبدلاً من التدوين بالقائمة اليومي للمسرحيات وتدوين المبالغ المستلمة أصبح هناك سجلات بالمقدم المالي الذي جعله للفرقة حتى يشتري المسرحيات ,والملابس وأدوات التمثيل وتراخيص المسرحيات ,والمقدم المالي للممثلين أنفسهم ففي الحقيقة أن هانسلو أصبح صراف فرقة الأدميرال سواء على مستوى الفرق أو الافراد... بعد يوليو عام1598قام بعمل ضمانات على المقدم المالي بأخذ نسبة من أرباح العروض العامة .فالممثلون ومؤلفو المسرح على حد سواء كانوا في يده أو واقعين تحت قبضته ويتضح ذلك فيما كتب بنفسه(لو جاء هؤلاء الرفقاء وسددوا دينهم لي فلا حكم لي عليهم

وهنا أمثلة قليلة مما كان يكتبه يوضح ذلك
أقرضت بن جونسون في الخامس من يناير عام1597خمسة جنيهات
دفعت مبلغ سبع جنيهات لمستر أوف ريفيل لإصدار تصريح بتمثيل تراجيديا أجاممنون في الثالث من يونيو عام1599,
في السادس عشر من شهر أكتوبر عام1599قمت بتسليم توماس دوتون مبلغ مالي عشر جنيهات ليعطيه للسيد ماندي والسيد دريتون والسيد ويلسون والسيد هايثواي نظير الجزء الأول من مسرحية حياة السيد جون اولد كاسل وأيضا كعربون لجزئها الثاني ,وهذا لتأجير الفرقة
فقد كان هانسلو يدون أسماء المسرحيات والأمتعة التي اشتراها من أجل الفرقة ويدون موجودات المخازن من ملابس وما يوجد في غرفة تغيير الملابس من صناديق ومستلزمات
فنجد هانسلو يذكر ان في غرفة تغيير الملابس يوجد سهم كيوبيد وجعبة سهام وملابس للغلمان والرجال
من الأمثلة الأخرى أن فليب هانسلو قد دفع مبلغاً سخياً لتصنيع تنين في مسرحية فاوست لكريستوفر مارلو إحدى أشهر مسرحيات العصر الأليزابيثي ..ان مفكرة هانسلو تسجل دفعه مبالغ نظير إنتاج مسرحيات وتسجل سلفيات للكتاب المسرحيين التالية ذكرهم :كريستوفر مارلو وتوماس ميدليتون وروبرت جرين وهنري شاتل وجورج تشامبن وتوماس ديكر وجون وبيستر وأنتوني ماندي وهنري بورتر وجون داي وجون مارستون ومايكل درايتون .والمفكرة توضح أيضاً أن هؤلاء الكتاب كانوا يتشاركون في كتابة الأعمال المسرحية وتوضح كيف أن هانسلو كان رجل أعمال في منتهى الحرص يحصل على ضمانات ليحفظ حقوقة لدى هؤلاء الكتاب المسرحيين ويمتلك نصوصهم المسرحية وكان ذلك في بعض الأحيان بتقديم قروض لهم مقدماً واذا لاقت المسرحية نجاحاً عريضاً كان يبحث عن عمولته وكيف يتممها ...ان عروض مسرحيات تتشابه عناوينها مع مسرحيات شيكسبير مثل هاملت وهنري السادس الجزء الأول وهنري الخامس وترويض الشرسة وتيتوس أندرينكوس تم ذكرها في هذه المفكرة دون ذكر مؤلفها.معظم هذه المسرحيات كانت قد تم تسجيلها عندما كانت فرقة الأدميرال مين ولورد شامبرلين مين متحالفتين في وقت إغلاق المسارح بسبب إنتشار الطاعون في يونيو 1594
في عام1599 قام هانسلو بدقع بملغ مالي لديكر وهنري شاتيل نظير كتابتهما لمسرحية تسمى ترويلوس وكريسدا (أما أسماء الممثلين الذين تظهر أسماؤهم في الحبكة هم على صلة بفرقة الأدميرال مين مابين تاريخ مارس 1598 ويوليو1600 فلا ذكر لوليم شيكسبير ولا ريتشارد بيرباج في مفكرة هانسلو وهذا مرده لحقيقية هي ان وليم شيكسبير وريتشارد بيرباج لم يكنا أبداً على إتصال في عملهما مع فيليب هانسلو ففرقة شيكسبير اللورد شامبرلين مين كانت تقدم مسرحياتها في مسرح الثياتر بداية من عام1594وبعدئذ في مسرح الجلوب عام1599
استمر هانسلو على صفقاته بعد ان انتقل أعضاء فرقة الأدميرال إلى مسرح فورتشين لكن نجد في عام1604 ملصق الميزانية العامة مذكور فيه(ان كل المتعلقات المعادة نتظيمها في المخزن مسؤوليتها العامة ومسؤوليتي عنها مخولة اليهم )أما من عام1602و1604 قام بترتيبات مماثلة مع وروكستر في مسرح الروز وفي عام1611و1615مول السيدة اليزابيث أثناء التحام أعضاء فرقة الكوين ريفيل وأعضاء فرقة البرنس تشارلز مما أدى في عام1615 أن يرفعوا اتهاماً يتضمن تسع عرائض من التظلمات ضد هانسلو .مامن أي إخطار أو ملاحظة تخبرنا ما الذي حدث في هذه القضية
اعداد وترجمة
أسامة سليمان
الصورة لمفكرة هانسلو او دفتر حساباته


عرض مزيد من التفاعلات

 

فرقة الأدميرال مين المسرحية

فرقة الأدميرال مين المسرحية(أو رجال الأدميرال)ـ



هي الفرقة الأكثر أهمية بعد فرقة شامبرلين ..وفي مقابل الممثل الشهير ريتشارد بيرباج الذي كان أهم أعضاء فرقة الكينج مين كان ادورد الين أهم ممثل في فرقة الأدميرال وقد كانا متنافسين ومن أشهر ممثلي المسرح في عصرهما ويعود الفضل في معرفتنا لتفاصيل فرقة الأدميرال إلى مفكرة هانسلو التي عرفنا منها الكثير عن فرقة أدميرال مين .فقد ظل راعي هذه الفرقة حتى عام1603 تشارلز هورد الأيرل الأول لنوتنجهام (1536-1624)وهو ابن وليم البارون هاورد الأول من أفينجهام وفي عام1585أصبح تشارلز هورد المولى الرفيع للأسطول البحري الذي حطم الأرمادا الإسباني عام1588,ولقد بدأت فرقة الأدميرال في الشهرة مع ظهور ممثلها الأول ادوارد الين وأخرين الذين تركوا فرقة ورسيتسر للإلتحاق بالأدميرال مين .ان عامي1583و1594شهدا أحداث تفسخ الكثير من الفرق .لكن كتب لفرقة الأدميرال الإستمرار وذلك على الرغم من إجبارها على الإلتحاق بفرقة استرنج ,وربما كان ذلك مبكراً في عام1590,وفي عامي الطاعون 1593و 1594قاد الين الإندماج للفرق وهذا بأن قام بجولة طويلة في الأقاليم ,بالرغم من أنه طبقاً للترخيص الصادر من للبريفسي كانسل. في مايو عام1593نجد أن كل الممثلين الرئيسيين بإستثناء الين نفسه كانوا بفرقة استرينج
في أكتوبر عام1592تزوج الين من ابنة زوجة هانسلو جوان وود ورد,وقد كانت شراكة مثمرة استمرت حتى موت فيليب هانسلو عام1616.فعندما أعيد افتتاح المسرح ,سجل هانسلو الآتي(بداية من الرابع عشر من شهر مايو عام1594, تقدم الأدميرال مسرحية يهودي مالطة وكوميديا الحرس وكاتليك)..قامت فرقة الأدميرال بتقديم عرضها مدة عشرة أيام في شهر يونيو من انتاج هانسلو في نيونيتون بيتس مع فرقة شامبرلين مين بعدئذ بوضوح أعادة الفرق تنظيم شيكسبير وريتشارد بيرباج وكيمب بين المشاركين الآخرين في فرقة شامبرلين وهكذا أكملت الفرقتان إنتصاراتهما وأصبحتا منافستين قويتين ,والأكثر أهمية من بين الفرق اللندنية المسرحية :فبينما كانت فرقة شامبرلين حاكمة لنفسها حيث بعد عام1599 تملكت مسرحاً وقدمت مسرحيات شيكسبير ,أما الأدميرال قد كانت تدفع ايجارها لمالك المسرح هانسلو الذي أصبح عملياً من يوظفهم ويصرف عليهم فقد كانوا بصورة مزمنة مديونيين له.أما الدخل فقد كان هانسلو بطبيعة الحال يحصل على نصف المال المسموح به للمسارح أما النصف الآخر فيوزع على الممثلين مُلاك الأسهم التجارية الذين لابد أن يشتروا ملابسهم ويدفعوا للممثلين ومؤلفي المسرحيات الذين يمدونهم بالمسرحيات ..عملياً هانسلو بسبب كسبه للنقود قام بدعم أغراضه فلقد كان يشتري المسرحيات لنفسه ويلزم مؤلفي المسرحيات بإن يكتبوا مسرحياتهم لفرقة الأدميرال فقط فهو يسترد أمواله بنفسه من نصف الأسهم الخاصة بصالات العرض التي اسمياً آلت إلى الممثليين حاملي الأسهم التجارية .ان فرقة الأدميرال في العام غير المضطرب بالأحداث تمثل عند مسرح الروز في كل يوم من أيام الأسبوع بداية من شهر أكتوبر إلى بداية الصوم الكبير ,مع استمرار ثلاثة عروض في القصر أثناء أعياد الميلاد ..وبمجيء الصوم الكبير يتوقف التمثيل لكن هذه السُنة لم تكن عملياً تنفذ وبعدئذ من عيد الفصح إلى منتصف الصيف على خشبة مسرح الروز وهذا بعد ذهابهم في جولة الى المقاطعات الريفية مدة ثلاثة أشهر فطبقا لتحليل العلامة شامبر في الثلاثة أعوام من 1594الى 1597 قدموا في لندن728عرضاً وأنتجوا 55 مسرحية جديدة اضافة إلى مسرحيات قديمة على وجه الخصوص مسرحيات كريستوفر مارلو التي ظلت شعبية أثناء هذه الأعوام كان الممثلين الأساسيين للفرقة هم ادورد الين وجون سينجر وريتشارد جونز وتوماس تون ومارتين سلتيروادورد جيبي وتوماس دونتون وجيمس دونستون
في عام1597 اشترك جونز ودونتون مع بيبمبروك (الذي بنى مسرح السوان)وعملوا سوياً,في الحقل المسرحي لكن بعد كارثة مسرحية جزيرة الكلاب التي قادت إلى إغلاق المسارح منذ نهاية شهر يوليو إلى شهر أكتوبر,ما لبثوا أن عادوا وفي جعبتهم ثلاثة من ممثلي فرقة بيمبروك مين وهم:روبرت شو و جابريل سبنسر ووليم بيرد الذين احتكرهم هانسلو لفترة في فرقة الإدميرال ..أما همفري وأنطوني جيفرس اشتركا في الفرقة في نفس العام وفي مارس عام 1598أصبح الكاتب المسرحي توماس هيود مستأجراً لدى فيليب هانسلو ..وعلى الرغم من أن الفرقة قويت بما أُضيف اليها من فرقة بيمبروك مين وعلى وجه الخصوص روبرت شو,الا انها بدت ضعيف كونها فقدت الين الذي إعتزل التمثيل حتى عام1600الذي عاد فيه تحت طلب الكوينز .على صعيد آخر كانتا فرقة الأدميرال والكينج مين قد احتكرتا فن التمثيل بقرار من البريفسي كانسل .في عام1598 فقدت الفرقة جابريل سبينسر ,الذي قتله بن جونسون البناء والكاتب المسرحي في هوجسدين فيلد ….ان كبار كتاب المسرح في هذه الفترة كانوا دريتون وهايثوي وماندي وويلسون وديكر وشاتيل وتشابمان وهيود .فالأربعة الأوائل منهم تعاونوا في كتابة مسرحية السير جون أولد كاسل وهي الجزء الأول التي نسبت إلى وليم شيكسبير وأرفقت في الفوليو الثالث
في عام1600عاد الين للتمثيل وبعد مدة قصيرة من ذلك توجهت فرقة الأدميرال الى مسرح الفورتشين الذي بناه على الضفة الشمالية من النهر وقد اشترك معه في هذه المغامرة فليب هانسلو عام1601..في عام1602جونيس وشو تركا الفرقة وفي عام1603 ماتت الملكة اليزابيث لذا أصبحت الفرقة تحت رعاية جيمس الأول ..مع اعتلاء الملك جيمس العرش زاد عدد العروض المقامة في البلاط ..فمن عام1594الى عام1603 قدمت فرقة شامبرلين 32عرضاً في البلاط الملكي في المقابل قدمت فرقة الأدميرال عشرين عرضاً وخمس من تأدية فرق الراشدين وسبعة من تأدية فرق الغلمان ..في شهر نوفمبر 1612 مات الأمير هنري فأصبحت الفرقة خاضعة لرعاية صهر الملك جيمس ..ولعله في وقت مبكر عام1608 باع الين جزءاً من فوائده في مسرح الفورتشين للفرقة ..وفي العشر سنوات المتأخرة استأجر القائمين على المسرح منه بمبلغ200جنيه في عام1621 احترق مسرح الفورتشين لكن الين أعاد بناءه ومن ثم استأجر من جديد أسهم المسرح للفرقة
الصورة:مخطوطة لمسرحية تيمورلنك تأليف كريستوفر مارلو التي كان يلعب فيها ادورد الين الدور الرئيس وقد كانت تيمورلنك من أشهر ما قدمت فرقة الادميرال عام1587..اما مسرحية فاوست الشهيرة لكريستوفر مارلو فقد قدمتها فرقة الأدميرال 25مرة مابين أكتوبر 1594وأكتوبر 1597 وفي دفتر حسابات هانسلو 22 نوفمبر عام1602 نجده قد سجل اعطاءه 4جنيهات لكل من صمويل رولي ووليم بيرد نظير قيامهما بأحياء المسرحية بالقرب من العام السالف ذكره1602
أعداد وترجمة
أسامة سليمان 

ممثلو فرقة شيكسير(6)
ريتشارد ربينسون
كان ممثلاً انجليزياً من عصر النهضة الإنجليزي وعضواً في فرقة شيكسبير الكينج مين , مات في مارس عام1648
السيرة الذاتية
بدأ ربينسون كممثل غلام مع الفرقة ,وفي عام1611لعب دور الليدي في مسرحيتهم انذاك تراجيديا الفتاة الثانية .وقد كان ربينسون في الفرقة التمثيلية التي قدمت مسرحية كاتلين لبن جونسون في نفس العام.وفي مسرحية بونديكا حوالي عام1613,ولقد أصبح أحد المساهمين في فرقة الكينج مين عام1619فربما خلف ريتشارد كولي .وكان ربينسون من ضمن الفريق التمثيلي الذي أحيا مسرحية دوقة مالفي لجون وبيستر عام1621 ولعله لعب دور وايتبول في مسرحية الشيطان الحمار عام1616ففي طبعة النص المقدمة عام1631 امتدح جونسون ربينسون على تمثيله دور الإناث وسماه (الشاب الألمعي).ولقد لعب ربينسون دور أيسوبس مع الفرقة عام1626في عرض الممثل الروماني ولعب دور الكونت أورسينو في مسرحية المكرمة المستحقة للدويكو شارلل عام1629
لقد أدرج أسم ربينسون في قائمة الممثلين في عروض الفرقة الأتية:بونديكا والزواج المزدوج وزوجة لمدة شهر ومطاردة الأوز البري وهي مسرحيات موجودة في آثار المؤلف المسرحي جون فليتشر ومعاونيه من الكتاب ,
طبقا للوصية الأخيرة وشهادة نيكولاس تولي كان ربينسون مديناً لتولي ب29جنيهاً ….في عام 1623تولي تسامح في دينه فقد ذكر ذلك في وصيته
لقد تزوج ربينسون من ونيفرد بيرباج المتوفية عام1642,وهي أرملة ريتشارد بيرباج ..ولقد قام ربينسون وزوجته مع كاثبيرت بيرباج ووليم همنجيز وجوزيف تايلور وجون لوين بملأ عريضة بها شكوى في 28يناير عام1623في الكورت أوف ريكوست ضد مالك مسرح الجلوب السيد ماثيو برند وذلك للحصول على تأكيد بتمديد الإيجار لمدة 31 عاماً الممنوح من السيد ماثيو برند الأب (نيكولاس برند)ـ

ان ربينسون كان أحد أعضاء فرقة الكينج مين الذين وقعوا إهداء الفوليو الأول لأعمال فليتشر وبيمونت عام1647
الجدير بالذكر أن المصادر المتبقية من القرن السابع عشر المتضمنة كتاب جيمس رايت المعنون بـ:هيستوريا هيستريونيكا 1699 يذكر على نحو زائف ان ربينسون قد قتل في حصار بسينج هويس في أكتوبر عام1645 أثناء الحرب الأهلية الإنجليزية فلعل الأمر مردة الخلط بين اسم ريتشارد ربينسون وممثل آخر يحمل اسماً مشابهاً ففي عصر الكارولين المسرحي كان هناك أكثر من واحد يحمل اسم ربينسون فلعل الممثل الذي كان محور هذه الحادثة هو وليم ربينسون الكوميديان ..في الواقع ان ريتشارد ربينسون قد دفن في كنيسة سان آن بالبلاك فريرز في23مارس 1648
الصورة:لصفحة الممثلين الذين لعبوا مسرحيات شيكسبير وذلك في الفوليو1623 لأعمال شيكسبير ويظهر اسم ريتشارد ربينسون في الترتيب الـ24 قبل الممثلين الأخيرين


الممثل الغلام في عصر شيكسبير وبن جونسون

الممثل الغلام في عصر شيكسبير وبن جونسون

أي الممثلين المراهقين العاملين في فرق التمثيل الإنجليزية في عصر النهضة والعصور الوسطى ..فبعض الممثلين الغلام يعملون عامة في الفرق ويؤدون أدوار الإناث لأن النساء لم يكن مسموحاً لهن بالتمثيل على خشبة المسرح الإنجليزي في هذا العصر.وبعض أولئك الممثلين الغلام يعملون في كل أنواع الأدوار أن كان الدور لامرأة أو لرجل
1-فرق الأبناء
في العصر الإليزابيثي واليعقوبي ظهرت الفرق الجولة المكونة بالكامل من الممثلين الغلام ,الذين اشتهروا بذكرهم في مسرحية هاملت لوليم شيكسبير فقد تركوا العاصمة لمقتضيات المنافسة مع الفرق الجوالة من صغار الشياهين على حد تعبير بلاك مور ايفان في كتابه (مراجعة شيكسبير)والمقصود بالشياهين أي الصقر الذي لم يصقل بعد
ان فرق الأبناء هي فرق خرجت من رحم جوقة المنشدين الغلام التي كانت على اتصال بالكاتدرائيات الشبيهة بالمؤسسات منذ العصور الوسطى (فجوقة المنشدين مشابهة لجوقة الغلام في عصر شيكسبير)وهكذا فقد التحقت الجوقة بكاتدرائية سان بولس في لندن منذ القرن الثاني عشر التي تبلورت في القرن السادس عشر لتكون فرق الممثلين الأبناء أي أبناء بولس.فنفس هذه الفرق الجوالة للممثلين الغلام ,ونفس المجموعات من الممثلين الغلام كانت على اتصال بمؤسسات أخرى..كما في مدينة ايتون حيث مدرسة تيلور مارشنت والكلية الكنسية في مدينة وندسور
ان الغلمان عامة في متوسط عمر8الى12سنة(الذين في مقتبل البلوغ يختارون كغلمان للجوقة و ان كانت أصواتهم غير السليمة وقت سن البلوغ )فلقد كانوا من الناحية الموسيقية مهرة, منضبطين بدقة,و على علم بأسُس(قواعد اللغة والمنطق والبلاغة)وأحياناً يتحدثون اللاتينية بطلاقة ,فالغلمان معول عليهم أن يكونوا منافسين لفرق الراشدين في انجلترا الإليزابيثية ..مابين عام 1558وعام1576(أي الوقت الذي بنى فيه جيمس بيرباج مسرح الثياتر في لندن وبداية عصر الدراما الإليزابيثية(الياصبات) قدمت فرق الممثلين الغلمان عروضا عددها46مرة في البلاط ,بينما قدمت فرق الراشدين من الممثلين عروضا عددها 32مرة في نفس الفترة الزمنية .فالكاتب المسرحي جون ليلي قد كسب كثيراً عندما عرضت له مسرحيات اليوفويستيك التي مثلت في البلاط وكان المؤدين هم فرقة شيلدرين أوف بولس(أبناء بولس)في ثمانينيات القرن السادس عشر
ان ممارسات فرق الأبناء ما كنت أبداً بعيدة عن اثارة الجدل ,ففي عام1590العروض المسرحية لفرقة أبناء بولس قد حجبت بشكل واسع بسبب تورط جون ليلي في منشورات ماربرلات..لذا ذهبت طموحات فرق الأبناء أدراج الرياح ولم تعد إلى عملها لما يقرب من عقد كامل .
في عام1600كانت الممارسات التمثيلية في تصاعد ففرقة شلدرين اوف ذا شابيل(أبناء الدير)شغلت مسرح البلاك فريرز الخاص في العقد الأول من القرن السابع عشر فعروضهم لمسرحيات بن جونسون كانت على وجه الخصوص شعبية ومن المحتمل ان فرق الأبناء حصلت على سمعة سيئة كبيرة أثناء حرب المسرح (1599-1601)فأثنان من الفرق الجوالة كانتا متصلتين على أصعدة متنافسة فأبناء بولس مثلت مسرحية جاك درام لجون مارستون عام1600وما تشاءعام1601 ولتوماس ديكر مسرحية ساترومستيك أما فرقة ذا شلدرين اوف ذا شابيل(أبناء الدير) قدمت مسرحية احتفالات سنيثيا 1600ومسرحية الشويعر1601 وكلتاهما لبن جونسون
فالفرق الجوالة كانت تشارك بقوة في الكوميديا الهجائية التي كتبها بن جونسون ومارستون وتوماس ميدليتون ..ولقد كانت فرق الغلمان تمثل أيضاً التراجيديات والمسرحيات التاريخية والجدير بالذكر منها بوسي دمبوس لجورج تشابمان ومسرحية مؤامرة ومأساة شارلز دوق بيرون.ان القراء المعاصرين ورواد المسارح مندهشين فعروض هذه المسرحيات كيف كانت ؟
في عام1606 توقفت عروض فرقة أبناء بولس أما فرقة أبناء الدير لم يطل تعاونها مع فرقة الدير الملكي(رويال شيبال)وفقدت دعم البلاط لها وأصبح ممثليها مجرد أبناء البلاك فريرز ,أما الفرق الجولة للغلمان أصبحت أيضاً مجرد فرقة أبناء البلاك فريرز ,حتى توقفت فرق الغلمان عن العمل بالمسارح العامة وأنتهى دورها عام1615....أما الفرقة الجديدة فكانت أنذاك الليدي اليزابيث مين(رجال السيدة اليزابيث)وقد مُنحت حق تقديم المسرحيات تقريبا يوم ال 27 ابريل عام1615 تحت رعاية ابنة الملك جيمس الأميرة اليزابيث ,ولقد تكونت الفرقة من نخبة من المخضرمين العاملين في فرق الغلمان الذين أصبحوا رجالاً
وبينما كثر الجدل حول فرق الأبناء في عصرها, كانت لها تأثير على تعليم واستيعاب واتساع خبرة الفرق. عامة ولكي نلخص هذا التأثير فقد حاول ريتشارد جينيل أن يشرع في تقديم فرقة أبناء مكونة من14 غلام والعديد من الراشدين عندما بدأ في بناء مسرح سلسبيري كورت(مسرح قاعة سلسبيري)عام1629.لكن المسعى لم ينجح لإن المسارح قد أغلقت بسبب الطاعون ..أما ستيفن هامرتون الذي ذهب ليمثل مع فرقة الكينج مين(رجال الملك)أصبح معبود العروض الصباحية بين النساء الصغيرات من الجمهور بسبب قيادته للرومانسيات
اما تجديد تراخيص فرق الأبناء بدأ في عام1637عندما أسس كريستوفر بيستون بتفويض ملكي فرقة الكينج والكوين يانج (الملك والملكة الصغيرين)..فالنية كانت جزئياً هي تملك بناء لتدريب صغار الممثلين ,مثلما كانت الجوقة في القرن السابق تُعلم وتشجع المواهب(بالرغم من أن الممثلين في فرقة بيستون كانوا أكبر سناً من الغلمان في الفرق الجولة المبكرة)وبعد أن مات بيستون الأب عام1638 استمر ولده وليم بيستون في الإستبقاء على الفرقة بنجاحاتها المتقطعة حتى أغلقت المسارح عام1642,فهو أدار اعادة تشكيل غلمان بيستون تأهباً لإعادة فتح المسارح من جديد في عصر الإحياء.
2-الغلمان في فرق الراشدين
في الفرق التمثيلية للممثلين الراشدين ,كان الغلمان مبدئياً يعطون أدوار الإناث لكن النساء سُمح لهن التمثيل على الخشبة بداية من ديسمبر1661.وهذا بتنفيذ قانون جديد يسمح بذلك فالغلمان قبل سن البلوغ كانوا يستخدمون من أجل أصواتهم السليمة الصالحة للأداء .
ان الممثلين الغلمان في فرق الراشدين خدموا كمتدربين فمقارنة بممارسات النقابات الأخرى والحرف في هذا العصر برغم من قصره -فلعل التدريب كان مابين اثنين أو ثلاثة سنوات بدلا من سبعة كالمعتاد (فممثلو فرق الراشدين كانوا في السنن القانونية الإليزابيثية مستبقون في بيوت النبلاء وغير خاضعين للتشريعات القانونية الحاكمة للحرف)فهم كانوا يؤدون أدوار الإناث (وبالطبع أدوار الأطفال الذكور اذا تطلب الأمر ذلك)علاوة على أن الممثلين الراشدين الذكور كانوا يلعبون أدوار الرجال.بالعودة إلى فرقة شيكسبير التي كانت شامبرلين مين1603-1594(فرقة رجال شامبرلين)أو فرقة الكينج مين (فرقة رجال الملك)منذ عام1603وما يليه فالممثل أغسطس فليب الذي ترك ميراثه لجيمس ساندس وصمويل جيلبرين في وصيته يذكر أن أعضاء الفرقة وليم أوستيلر وجون اندروود وناثان فيلد وجون رايس بدأوا حياتهم في مهنة التمثيل في فرقة شليدرين أو ذا شابيل(أبناء الدير )ـ
3-الغلمان يلعبون أدوار الإناث
هناك سؤال ملح :هل الغلمان لعبوا كل أدوار الإناث في مسرح عصر النهضة, أو أن بعض الأدوار الأكثر طلباً لعبها الراشدون من الممثلين؟بعض نقاد الأدب وبعض القراء العاديين وجدوا انه من غير المعقول ان جل الأدوار الكبيرة والمعقدة النسائية التي أبدعها شيكسبير وجون وبيستر أن يكون الممثلين (الأبناء)قد أدووها ,لكن الدليل المتاح غير مكتمل وغامض,في بعض الأحيان على أي حال حتى لو الأدوار الكبيرة لعبها الغلمان أو الصغار في العمر من الرجال ,وليس الكبار من الراشدين فعند التدقيق في أعمار الممثلين الغلام وأدوارهم فقد انتهى العالم ديفيد كثمان انه مامن دليل واضح يدعم فكرة ان مثل هذه الأدوار كان يؤديها الشركاء الراشدين لكن الدليل الغني الواضح يُظهر انها مُثلت بالغلمان المراهقين الذين لا يزيد سنهم عن 21 فهناك فقط مثلان ممكنان يقودنا الى أن الممثلين الراشدين لعبوا أدواراً نسائية الأول يتضح من قائمة الممثلين بمسرحية مطاردة الأوز البري لجون فليتشر, حيث الممثل المخضرم جون شانك وضع في قائمة الممثلين وفيها نقرأ الآتي(بيتلا الوصيفة .خادمتهم السيد شانك )فكثمان يصر ان هذا يشير الى دورين وليس دوراً واحداً فشانك لم يلعب دور بيتلا لكن دور الخادمة الكوميدية التي ظهرت في نهاية المسرحية,أما المثل الثاني هو مسرحية الفتاة الجميلة من الغرب حيث يتضح أن انتوني تيرنر بوضوح لعب دوراً صغيراً لخادمة المطبخ فكثمان شك أن هذا مجرد خطأ مطبعي وانتهى الأمر أنه حتى لو تيرنر لعب هذا الدور فلايوجد دليل باق على أن الراشدين لعبوا الأدوار القيادية

لكن العديد من الغلمان لعبوا أدوار الإناث لمدة أعوام قليلة وبعدئذ انتقلوا للعب أدوار الذكور على سبيل المثال كان جون هوني مان قد بدأ لعب أدوار الإناث في فرقة الكينج مين في سن13ففي عام1626بمسرحية الممثل الروماني قام بلعب دور الإناث لمدة ثلاثة أعوام و أيضاً في مسرحية المكرمة المستحقة لودويكو كارل ومسرحية الصورة لفليب ماسينجر اللتين عرضتا في عام 1629,وبمجيء عام1630عندما بلغ هوني ال17من عمره انتقل الى لعب أدوار الذكور, ولم يعد مطلقاً الى أدوار الإناث ,أما الممثلون الغلمان الآخرون في فرقة الكينج مين مثل:جون ثامبسون وريتشارد شارب ظهر انهم لعبوا دور النساء مدة عقد أو أكثر في وقت قد وصلوا الى أن يكونوا من صغار الرجال بدلاً من أن يكونوا غلمانا.أما الممثل سيوفيلس بريد لعب دور امرأة عندما كان في بداية العشرينيات من عمره لكنه بعدئذ انتقل الى لعب أدوار الذكور
ولقد سجل الجمهور مصادفة انطباعاً للتعبير عن طبيعة تمثيل الممثلين الغلام فعندما رأى هنري جاكسون عرض فرقة الكينج مين لمسرحية عطيل في أوكسفورد عام1610 كتب عن دور ديذديمونة في مفكرته وكان كالآتي(انها دائماً تُمثل الموضوع بصورة جيدة جداً فعند موتها قد حركت مشاعرنا بصورة عظيمة لما رقدت على الفراش تضرعت لمن يشاهدونها بمحياها فقط .فالحقيقة هي أن جاكسون يشير الى الغلام على انه (أنثى)فقد كتب (انها)بينما انه في الحقيقةالممثل الغلام قد جعله يتوهم فعلاً انه أنثى تؤدي الدور
4-ردود الأفعال
العديد من البيورتانيين الوعاظ الذي يكرهون المسرح بشكل عام غضبوا من استخدام الممثلين الغلام فقد كانوا يرون ان ذلك نوع من الفُحش والشذوذ,ففي عام1583 اشتكى فيليب ستيبس من هذه المسرحيات المليئة بهذه الإيماءات الفاحشة والأحاديث الداعرة ومن القبلات مما يجعل جمهور المسرح يعودون الى بيوتهم ويفسقون كقوم لوط بل فعل ماهو أسوأ ,فجون رينولدس حذر من اشتعال الشهوة الخسيسة وذلك لإرتداء الرجال ملابس النساء مما يشعل عواطف قذرة
واستجابة لمثل هذه التعليقات احتج الممثل والكاتب المسرحي توماس هاي وود وقال ان الجمهور لديه الحكمة الكافية للتمييز فالجمهور يعرف ان هؤلاء غلمان ممثلون

ترجمة أسامة سليمان
الصورة:مخطوطة لفرقة أبناء الدير الملكي يسيرون في الموكب الجنائزي عام1603 في المقدمة القائد وفي المنتصف أبناء الدير وخلفهم سادة الدير ..الصورة من محتويات المكتبة البريطانية

أخبار من العالم الجديد مكتشفة في القمر

أخبار من العالم الجديد مكتشفة في القمر هي قناعية من العصر اليعقوبي كتبها بن جونسون , ولقد كان عرضها الأول أمام الملك جيمس الأول في 7 ...