مصادر مسرحية مأساة الكافر للكاتب المسرحي سيرل تورنر
بقلم محرر المسرحية ارفينج ريبينر في منشورات مسرحيات الريفيل
ان الحبكة الرئيسية لمسرحية مأساة الكافر لم يكتشف لها مصادر ,لكن من غير المستبعد ان الأحداث قد تكون مبنية على قصص الجريمة التي قرأها تورنر في الفرنسية أو الايطالية ,بالرغم من ان الأدوار الرئيسية للشخصيات شُكلت بعناية باسلوب رمزي لتوضح المبادئ الأخلاقية,ولقد كتب كولينز الآتي:ان الحبكة أو بالأحرى تسلسل الحوادث الميلودرامي ,التي اغتصبت اسماؤها تكون بوضوح بيد تورنر نفسه ,فعلى الرغم من ان بذور منها ربما تكون مختبئة في مكان ما بالمخطوطات الفرنسية .فالنظرة السطحية لدى ثانوس ومزريا وجان دي سيرا تقود الى لا شيء.ان جيررد لانجباين كان أول من اقترح أن حادثة واحدة في المسرحية التي تروي عن سلوك لفديلكيا حين انقضاضه على فريسكو وسبستيانا وهما على سريرها عندما تتفاجأ بزوجها (بالفصل الثاني المشهد الخامس)تكون مأخوذة من القصة السادسة والسابعة لرواية بوكشيو المسماة ديكاميرون .فلقد ترجمت القصتان الى الانجليزية مبكراً حيث طبعها ايزاك جاجرد عام 1620,فلو أن تورنر قد عاد الى بوكاشيو فلابد انه قرأ القصة بالايطالية أو في احدى الترجمات الفرنسية التي كانت متاحة انذاك.لكن تورنر لم يكن في حاجة الى التوجه مباشرة لقصة ايزابيلا وليونتو ولمبرتسيبو في رواية الديكاميرون.فان هذه الأحبولة كانت واسعة الانتشار في الفلكلورالأوربي,وفي معالجات عديدة للحوادث الانجليزية المتراكمة أيضاً.فان موضوع السيدة التي لديها نفس السلوك حيث تقوم بالتخلص من عشيقيها تلوح بهذا الوصف:( سيدة من ليون جلست وشعرها ممسك لأعلى باحكام في المطهر )وذلك في كتاب أخبار تارلتون عن المطهر عام1590.ان هذه القصة رويت من جديد(فيذكر انها مسجلة بواسطة شخصين من فلورنسا اللذين كتباها تقريباً بنفس الأسلوب,في كتاب عالم العجائب عام1607,ان الفلورنسيين من المحتمل ان يكونا بوكاشيو وسنسفيانو,فهذه الترجمة أو المزيد من الترجمات الفرنسية ربما كانت مصدراً لصمويل رولند في رسمه الساخر للديوث في كتابه غبي كلابيس 1609التي نرى فيها نفس الأحداث .
يطل علينا ايضاَ بوكاشيو في الفصل الثاني المشهد السادس في مسرحية بيمونت وفلتشر امرأة سارة,لكن من غير المحتمل أن يكون تورنر قد عرف هذه المسرحية,فلا يمكن أن يكون تاريخها قبل عام1619,على الرغم من احتمالية وجود معالجة مبكرة لهذه المسرحية,بقلم فليتشر وبيمونت أو بقلم مؤلف آخر ,فلعل هذه المعالجة كانت مبكرة عام 1603-أو1604على أي حال فان تورنر قرأ معالجة للحادثة التي كانت جلية في مسرحيةأدورد شارفم (متاهة كيوبيد)حيث دخلت القرطاسية لكي يتم تسجيلها على يد جون بسباي وارثر جونسون في 29يونيو عام1607وطبعها ادورد الدي في نفس العام .ففي معالجة شرفام نجد العاشقين هما الكابتن ولديلي والمحامي في الإين كورت الذي يتكلم بلغة المصطلحات القانونية,فلقد أصبح الكابتن عند تورنر شخصية فريسكو وأصبح المحامي لدى تورنو شخصية سبستيان .وبالرغم من هذا ففي معالجة تورنر نجده يقترب أكثر من كتاب العجائب وكتاب غبي كلابيس ويبتعد عن مسرحية شارفم,حيث البطلة فعلياً تكون زوجة طاهرة معذبة من زوجها الغيور فقلقها يدفعها للتخلص من اثنين من المتطفليين المتوددين غير المرحب بهما .
هناك معالجة أخرى عن الحادثة تظهر في شعر أغنية رقصة الجيغ التي نشرت في كتاب روبرت كوكس المسمى أكتيون وديانا عام1656فدائما مايشار الى هذه المعالجة,لكنها من أصل يعود للعصر الاليزابيثي وكانت مصدراً بالنسبة لتورنر .لكن التشابه بين اغنية الجيغ ومسرحية مأساة الكافر لتورنر ليس لافتاً للنظر ,كما يقترح كوبي وايضا مع العديد من المعالجات للقصة المتبقية التي نكون على علم بها وأي اقتراح بوجود علاقة مباشرة أو أن يكون هناك علاقة بين تورنر والثقافة الشفهية الشعبية سيكون محفوفاً بالمخاطر .
وأيضاً قد تم افتراح أن وصف شخصية بورشيو المتنكر لحصار أوستيند بالفصل الثاني المشهد الأول من السطر40 الى 94ربما يكون مديناً بتكوينه الى السيرة الذاتية المدونة في كتاب تعليقات السير فرنسيس فيرا التي بعد أن كانت موجودة في احدى المخطوطات لأعوام طويلة طبعت في أوكسفورد عام1657.فمن المحتمل جداً أن تورنر قد رأى هذه المخطوطة قبل نشرها ,فلقد كان يعمل لدى أسرة فيرا ,فربما انه نُصح بالاعتماد عليه, عندما كتب مرثية جنائزية عن السير فرنسيس عام1609لكن هناك دلائل ,أن تورنر نفسه بصورة مؤكدة كان في الحصار العسكري وقتما كان في الخدمة العامة,فلم يكن في حاجة ليعتمد على ذكريات سيده .عموماً كولينز لاحظ القليل من النقاط التي أخذها تورنر من السيرة الذاتية لفيرا لكن المقارنة الجادة لا تكشف شيئاً, عن القدر الذي اعتمد عليه تورنر من السيرة الذاتية لفيرا ,فلايوجد ادلة كافية توضح ذلك.بل من غير المحتمل ان يكون هناك استعارات شفوية من كتاب التاريخ الحقيقي لحصار أوستيند,الذي نشر في لندن عام1604